ألتمعت عينيه ببريق الزهو والاعجاب عندما أطلت عليه بوجهها الصبوح عبر شاشات التلفاز فأحس بوجيبٍ في قلبه يسري في كل خلية ِ منه - حاول الاشاحة عنها بوجهه لكنه لم يجد لذلك سبيلا ًفظل يطالع وجهها بشغفِ حتي توارت عن الانظار .رغم حداثة عهده بالدنيا وقلة تجاربه الا أنه أحبها بكل جوراحه –سري حبها في قلبه كالدم يتدفق في الشرايين فيبث الحياة في كل طريقِِ يمر عليه , بات حبها هو شغله الشاغل في الحياة يلازمه في حله وترحاله – يطارده في نومه ويقظته .. صورتها هي عزاءُه الوحيد عن غيابها عنه يراها رابضة علي كل شئ تقع عليه عينيه .. يراها علي جدران غرفته .. علي حافظة نقوده.. يراها حين تقف وحيدة وحين يلتف العشاق حولها يمطرونها بعبارات المدح والاطراء وتسبق دموعهم كلماتهم... يراها علي حوائط المساجد يراها حين يقف في مصلاه في كل شئ .....حين توالت عليه السنون والاعوام تغدق عليه من ثنايا قبضتها فتٌحول ضعفه الي قوة ومراهقته الي نضوجِ أزداد شوقاَ اليها مع كل ثانية زادها الزمان في عمره , لم يكن يعرف متي تولدت أول شرارة لحبها في قلبه ..أهي اللحظة التي أطلت عليه بوجهها عبر شاشات التلفاز ؟لا بل أن حبها في قلبه يمتد الي أبعد من ذلك بكثير – يزيده أتشاحها الدائم بالسواد ولعاً بها وأشتياقاً اليها ، وكان حلمه بلقائها يزداد يوماً بعد يوم.كان حبها يسري باعثاً في خلاياه الرغبة الدائمة للعمل وبذ ل الكثير والكثير من أجل قر ب اللقاء ولم لا ؟ ألم يبذل الكثيرون ممن سبقوه كل طاقاتهم من أجلها حتي هنئوا بالقرب منها ثم تواروا هم وبقيت هي.لولا بقية من خلايا في جسده لا زالت تلهث خلف قسطَ من الراحة لظل يوصل الليل بالنهار ليقلل الساعات المتبقية علي اللقا ء ولكن لم لا!فلتنعم تلك الخلايا ببعض الراحة فقد أقترب اللقا ء فهي تذاكر السفر قد حُجزت وها هي الامتعة قد جٌهزت ولا ينقص الا مرور تلك السويعات القليلة المتبقية علي موعدالسفرلم يشغل ذلك المحب باله بتلك الايام الثلاثة التي قضاها علي ظهر السفينة وهي تشق مياه البحر شقاً سعياً به للقاء حبيبته وأنما شغل باله بذلك اللقاء فما أن لامست قدماه أرض اليابسة حتي طار اليها لا يلوي علي شئ ولا يلتفت حتي الي السيارت التي بأمكانها أن تدني اللقاء حتي وجد نفسه أمامهالم يتمالك نفسه تقدم اليها ..قبلها وأحتضنها غير عابئ بمن حوطوها ولكن أني لعين المحب أن تر ي غير محبوبته! ، ظلت أشواقه تحوطها طيلة فترة أقامته النهار يقضيه ساعياً بالقرب منها والليل يقضي جزءً منه بقربها والجزء الاخر ناظراً اليها من شرفة حجرته بالفندق المواجه لها .لم يكن يعمل حسابا للنوم ولا للوقت الذ ي يمضي سريعأ حتي داهمته ساعة الرحيل فعز عليه الوداع وقرر أن يمضي علي عجل دون أن يٌدمي قلبه بلحظات الوداع ،لكن ما أن وضع أولي قدميه علي حافة السفينة حتي شفه الوجد فطار الي حبيبته أحتضنها بثها الحزن الملتهب في قلبهلم تكن ذراعيه الصغيرتين تمكنه من أن يحوطها لكن كانت دموعه الملتهبة ومشاعره المتأججة كافية للتعبير عن تلك النار الحارقة في أعماقه .عندما لحق به الرهط من قومه وجدوه يتمتم ببيت من الشعر يطل أسم حبيبته من حروفهوالكعبة الزهراء قبلة سجدتي والشرق وشم عباءتي وأزاريثم ترنح وخر مغشياً عليه .عندما أستفاق من غفوته وجد نفسه في حجرة أكتست كل أجزاءها بالرخام في وسطها ثلاثة من الاعمدة رصعت أجزاء منها بالذهب علي جانب من جوانب تلك الغرفة باب مصنوع من الذهب - وأزدايداً لدهشته أطل عليه وجه أبيض جميل القسمات تزينه لحية صغيرة مهذبة الاطراف فتزيده وقاراً وهيبة ظن الفتي بأنه ربما غادر الدنيا وانه الأن علي باب الجنة وأ ن الملائكة قد جاءت لأستقباله- لكنه يعلم أن الجنة أجمل بكثير من ذلك الذي يراه وأن الملائكة لا تتجلي للبشر وفجأة أحس بوجيب قلبه يزداد فتيقن أنه بداخل الكعبة الشريفة وقبل أن يتفوه بكلمة أوتصدر عنه أي بادرة زف اليه الرجل طيب القسمات قرار ملك السعودية بتعيينه في خدمة بيت الله الحرام فتناسي الفتي الشرق وأهله وطابت نفسه بالبقاء مع من أحب .