الشارع الطويل الذي يعج بمرتاديه ويصخب بساكنيه فتري الورش ومحلات الخردوات والحلاقين وبائع العصير الذي يصنع عصيراً غريب الطعم فتراك تشرب كوب العصير وكأنك تشرب كأساً من الزرنيخ لتقتلع أخر جذورك من الدنيا
تعود أستاذ سيد أن يعود في مثل تلك الساعة من الليل ماراً في هذا الشارع الفاصل بين بيته وبين المكان الذي يركب منه السيارة التي تقله الي عمله -السائر عكس عقارب الساعة-فلا يري من حركة الكون الا يد السكون تداعب وجه الشارع ولا يسمع من صخب الحياة الا بقايا الصمت ومواءات القطط
وكأن الليل قد فرض علي الجميع أحكامه العرفية فأذعنوا لأمره وأنساقوا لأرادته فتري الشارع يهدأ بعد طول نباح ويسكن بعد أن أمعن في الحركة وأسهب في النشاط فلم يبق من هذا كله سوي دبيب الصمت
عندما مر سيد كعادته في نفس الشارع فلم ير في الشارع أثراً لأنسي ولا حتي كلب من تلك الكلاب التي تحيه كل يوم بنباحاتها وكأنها تأتنس به في تلك الساعة المتأخرة من الليل- مضي يطوي الطريق طياً حتي لا تطاله يد الحسرة التي تلاحقه كلما تذكر حياته التي تسير عكس نواميس الكون- يصحو عندما يفكر البشر في النوم وينام حين ينتفض الجميع لحركات النهار- أستوقفته تلك القطة المسكينة التي ترتعد من البرد وتتقطع من الجوع يفضحها بذلك جسدها الهزيل وعينيها الغائريتن التي تشبه البيارات
رأته فأقتربت منه وكانت علي عادتها تهرب اذا ما رأت البشرفي ذلك الشارع حتي لا تطالها معاول بطشهم ولكن قرصة الجوع قاسية
أنستها خوفها وكأنها قد راهنت علي مصيرها ببضع لقيمات
أقتربت منه ..نظرت اليه... أقتبست من ألامها موائتين مياو.....مياو أودعت فيهما كل مراراةٍ تحتويها وكأنها تقدم اليه طلب معونة فرق لحالها وأحس بما تشعر به خصوصاً أنه يشعر الان بما تشعر به بعد تلك الساعات التي قضاها في عمله
أقتر ب منها بحث في تلك الحقيبة الفضفاضة التي يلملم فيها حاجياته حتي وجد بين حناياها بضع لقيمات دفع بها اليها فطارت اليها نظرت اليها وكأنها لا تصدق ما تري أيسخو البشر بعدما لفظوها من رحمتهم ؟ أيعطفون بعد قسوة؟ ويجودون بعد شح؟
أفترست اللقيمات الصغيرة فطابت لها نظرت اليه وكأنها تستعطفه المزيد -فوجدت في نظراته الحزينة جواب الرفض فأطلقت له مواءات الشكر وكأنها ترفقت به لتخلصه من الحرج فربت عليها ثم أنصرف
عندما انتهي من عمله ذلك اليوم ومضي عائداً الي بيته كان يشعر في قرارة نفسه أنه سيجد صديقته تنتظره علي حرٍ من الجمر فأعد لها الطعام وجهز لها السقية ولما رأته وكان لا يزال علي قارعة الطريق والمسافة الفاصلة بينهما لا زالت كبيرة – طارت اليه فرحة مطلقة كل مواءاتها وكأنها الطفل الصغير رأي أبيه قادمأ من بعيد فجري اليه فرحأ وجلاً فاتحاً صدره للدنيا مولياً ظهره للالام حتي لا يطالع وجهها
جرت القطة اليه وجري اليها فرحت بلقيماته وفرح لفرحتها وكأنه يعيد الي ذكرياته الاصحاب الذي أفتقدهم والأبوة التي يحلم بها منذ دابعت أقدامه فيافي الشباب ، جلس يطعمها بيديه ويهدهدها كأبٍ يهدهد طفلته فيتلمس شعرها ويرجله ويحدثها وهو يوقن أن عقلها لن يستوعب كلماته ولكنه يأتنس بها يبوح اليها وكأنها خاطرته التي لم تكتب بعد
ياالله لو كان أهله ممن يسمحون بأقتناء الحيوانات لضمها الي بيته فهنأ وائتنس بقربها وتجرعت حنانه الرشفة تلو الاخري ولكن لن يسمحوا بذلك وربما قذفوا به هو الأخر تأديباً وتهذيباً وأصلاحاً له ولكن لن يبعدها عنه شئ- حسبه من السعادة تلك اللحيظات التي يقضيها معها في هدأة الليل البهيم
لم يكن سيد قد ورث من عائلته سوي مرض الربو الذي أل اليه فيما ال اليه من قسوتهم رغم قساوة ذلك المرض وتلك الالام التي تحوطه لم يقعده يوماً عن صديقته حتي تلك الالام التي تداهمه اذا ما تعرض لقرصة البرد في ليالي الشتاء كان يري في وداعة صديقته عوضاً عنها
كان يري الصداقة نهراً يزيده العطاء تدفقاً ويحوله الجفاء الي أرض جدباء فلم يتوقف عن رفد ذلك اليوم- حتي يوم الاجازة كان يتعمد البقاء خارج البيت الي حتي يرخي الليل ستره ويلملم صخبه حتي يهنأ بحلاوة الصحبة ولا تطاله أعين المتلصصين فيبددون وداعتها ويهتكون سترها
أستيقظ سيد ذات يومٍ علي ألام ٍ تهاجم كل خلاياه ودبيبٍ مثل دبيب النمل ما بين جلده وعظمه -تمني لو يرتاح ذلك اليوم في فراشه لعله يسترد شيئاً من عافيته التي سلبت منه ولكن موعده مع صاحبته أقوي من كل الام ومقام الصداقة أسمي مما سواه.
مضي كعادته الي عمله متحاملاً علي نفسه حتي أسدل الليل الستار علي اخر فصوله فعاد كعادته الي الشارع يمني نفسه باللقاء .وجدها كعادتها فوضع الطعام لها وبينما بدأت بتناوله أحس هو بالدنيا تدور من حوله وشعر بيدي الموت تمسك بتلابيبه فنظر اليها مبتسماً وتلفت حوله فلم يجد أحد حوله فأتكأ علي الرصيف وأطلق لعينيه العنان لتنام
فرغت من طعامها فأطلقت مواءات الشكر لكنه علي غير العادة لم يبتسم لها ولم يهدهدها فظنت أنه غاضب منها أويتغافل عنها فأقتربت منه تتمسح به وتوخزه برفق لعله ينتبه اليها لكن .....................لا شئ فأطلقت لمواءاتها العنان وكأنها تستصرخ أهل الشارع الممعنين في السبات –ظلت تطلق المواءات حتي أستيقظ اهل الشارع وكأنها نافخ السور أطلق صيحته فأستيقظ أهل القبور بعد طول ممات
كاد ت أيديهم تمتد بالبطش الي القطة التي قضت مضاجعهم لولا أن رأوا سيد أفندي ممداً علي الارض وكانوا يعلمون من قبل بمرضه وتوعكه فظنوا أن أغماءة خفيفة أصابته فجروا اليه يحاولون أفاقته لكن أستفاقتهم جاءت بعد فوات الأوان وأقترابهم جاء بعد أن ترك الأرض التي تضمهم
بين تشييع الحي بأكمله وعويل النائحات علي ذلك الشاب الذي عاش وحيداً ومات وحيداً خرجت هي تشيعه علي أستحياء حتي لا تطالها أيدي الطغاة فتحرمها وداعه وبقيت حتي أنصرفوا فوقفت علي قبره تطلق صرخات طفل فقد الابوين فلم يبق له من الدنيا الا الوحدة ظلت تصرخ وتصرخ مياو مياو... حتي أرخي الليل علي البرايا ستره فنامت علي القبرو أطلقت لألامها العنان لتنام
عندما أصبح النهار وخرج الرجل البدين ليقتبس من ألام الخلق نقوداً يزداد بها بدانةً علي بدانته يطلق كلمته المعهودة كل صباح (أبعت يارب ) وكان ما يتنماه من الغيب جثة جثتين يمتص دم أبائهم ليدفنهم – مضي يتدحرج حتي وجد القطة نائمة علي القبر رفسها بقدمه لتستيقظ فلم تجب نداءه أمسك بها فعرف أنها ماتت ...وهنا ...
صنع من ذراعه اليمني ما يشبه المروحة وظل يلفها في الهواء ثم قذف بالقطة الراقدة بين يديه خارج أسوار المقابر وكأنه ضرير أعمي الطمع بصره عن حفرة يواري فيها الجسد وكأن أيدي البشر العابسة أمتدت الي الحيوان الضعيف فمنعته الحياة معهم وعندما مات ليفر من سطوتهم امتدت اليه أيديهم مرة أخري تمنعه حق الموت والتواري عن الألام.
الاثنين، 30 مارس 2009
الجمعة، 27 مارس 2009
نسب النبي صلي الله عليه وسلم
نسب النبي صلي الله عليه وسلم :
لنسب النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء :جزء أتفق علي صحته أهل السير والأنساب وهو الي عدنان،وجزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به، وهو ما عدنان الي ابراهيم عليه السلام ، وجزء لا نشك أن فيه أموراً غير صحيحة وهو ما فوق ابراهيم الي أدم عليهما السلام ، وهاك تفصيل تلك الأجزاء الثلاثة
الجزء الاول : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب –واسمه شيبة –بن هاشم واسمه عمرو –بن عبد مناف –واسمه المغيرة –بن قصي واسمه زيد –بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن قهر -وهو الملقب بقريش واليه تنسب القبيلة –بن مالك بن النضر-واسمه قيس –بن كنانة بن خزيمة بن مدركة –واسمه عامر –بن الياس بن مضر ابن نزار ابن معد بن عدنان.
الجزء الثاني : ما فوق عدنان وعدنان هو ابن أد بن هميسع بن سلامان بن عوص بن بوز ابن ابن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا ء بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يدحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بت أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام .
الجزء الثالث ما فوق ابراهيم عليه السلام ، وهوابن تارح _ واسمه ازر – بن ناحور ابن ساروغ-بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح- عليه السلام –بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ – يقال هو ادريس عليه السلام –ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن انوشة بن شيث بن ادم عليهما السلام .
وللحديث بقية
للأستزادة :يرجي قراءة( الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية تأليف الشيخ صفي الرحمن المباكفوري)
الخميس، 26 مارس 2009
شوقى الى النبى
وأحسن منك لم تري قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء ولدت مبرأًمن كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء أطلت علينا في الأفاق ذكري ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم ووجدت الفرصة سانحة لأطلق دعوة لتجديد العهد مع رسول الله فكتبت هذه الكلمات لتكون دعوة لكل منا ليدخل الي هذا الموضوع فيقتبس من سيرة النبي كلمات يلقي بها الضوء علي جانب من حياة النبي صلي الله عليه وسلم ليستفيد منها الجميع وبذلك يعلن حبه للنبي من خلال وردة يقتطفها من حديقة رسول الله الغناء ويهديها الي منتدانا فتعم الفائدةوللمعرفة هذه الدعوة لم انادي بها خلال هذه الايام فقط ولكن لتكن دعوتنا ممتدة الا أن يرث الله الارض وما عليها وهذه الوردة الاولي التي أقتطفها من حديقة رسول الله: يروي أن النبي صلي الله عليه وسلم قبيل وفاته بأيام طلب أن يزور البقيع حيث يرقد شهداء المسلمين وبعد قليل وجدوا النبي صلي الله عليه وسلم يبكي فسألوه عن سبب بكاؤه فقال صلي الله عليه وسلم أشتقت الي أخواني فرد الصحابة أولسنا أخوانك يارسول الله قال نعم لستم أخواني أنما أنتم صحابتي أخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يرون لك منا الشوق هتان يارسول الله صلوات الله وسلامه عليك
غيابات
كمن وضعوا يديه في قدر مملوء بالماء المغلي فسري الوجع في جسده وتناسي براكين اللهب التي تجتاح العالم من حوله هكذا سارَممسكا بهاتفه النقال غير منتبه الي الجماهيرالتي أصطفت علي جانبي الطريق تتابع صوته الذ ي علا فوق العادة حتي تلاشي بجواره صوت السيارات الصاخب ومضي هو يصب جام غضبه علي زوجته التي أتت بجريمة شنعاء فأفترست بضع جنيهات كان سيقضي بها سهرته المعتادة علي المقهي وأشترت بها أحتياجات أساسية للبيت .
قاطع طريق
رأيت الطرقَ عامرةً بقٌطاعِها فأردت أن أكون واحداً منهم وأجلس علي حافة المعمورة أتصيد الغادين والراحين أستوقفهم بأشارة من سيفي المسلول وأستخرج ما في جعبتهم من الاحقاد والأضغان ثم أطعنهم في القلب بخنجر الحب ومن يأبي ينفي الي اللا مكان فلا مكان لديه ولا تأوي البشر اليه ثم أمضي الي غنائم اليوم فأحرقها بجمرات الشوق أو أذبحها بمقصلة القلب ثم أمضي اليك أستل قلبك فأغسله بدمع عيني وأزرع حبي فيه ثم أتوسده لترتاح لواعج قلبي ويهدأ وجيب شوقي ثم أمثل بين عينيك لعلها تري من بات يخفي الشوق فأَضحي الشوق يفضحهٌ«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
قبلة سجدتى
ألتمعت عينيه ببريق الزهو والاعجاب عندما أطلت عليه بوجهها الصبوح عبر شاشات التلفاز فأحس بوجيبٍ في قلبه يسري في كل خلية ِ منه - حاول الاشاحة عنها بوجهه لكنه لم يجد لذلك سبيلا ًفظل يطالع وجهها بشغفِ حتي توارت عن الانظار .رغم حداثة عهده بالدنيا وقلة تجاربه الا أنه أحبها بكل جوراحه –سري حبها في قلبه كالدم يتدفق في الشرايين فيبث الحياة في كل طريقِِ يمر عليه , بات حبها هو شغله الشاغل في الحياة يلازمه في حله وترحاله – يطارده في نومه ويقظته .. صورتها هي عزاءُه الوحيد عن غيابها عنه يراها رابضة علي كل شئ تقع عليه عينيه .. يراها علي جدران غرفته .. علي حافظة نقوده.. يراها حين تقف وحيدة وحين يلتف العشاق حولها يمطرونها بعبارات المدح والاطراء وتسبق دموعهم كلماتهم... يراها علي حوائط المساجد يراها حين يقف في مصلاه في كل شئ .....حين توالت عليه السنون والاعوام تغدق عليه من ثنايا قبضتها فتٌحول ضعفه الي قوة ومراهقته الي نضوجِ أزداد شوقاَ اليها مع كل ثانية زادها الزمان في عمره , لم يكن يعرف متي تولدت أول شرارة لحبها في قلبه ..أهي اللحظة التي أطلت عليه بوجهها عبر شاشات التلفاز ؟لا بل أن حبها في قلبه يمتد الي أبعد من ذلك بكثير – يزيده أتشاحها الدائم بالسواد ولعاً بها وأشتياقاً اليها ، وكان حلمه بلقائها يزداد يوماً بعد يوم.كان حبها يسري باعثاً في خلاياه الرغبة الدائمة للعمل وبذ ل الكثير والكثير من أجل قر ب اللقاء ولم لا ؟ ألم يبذل الكثيرون ممن سبقوه كل طاقاتهم من أجلها حتي هنئوا بالقرب منها ثم تواروا هم وبقيت هي.لولا بقية من خلايا في جسده لا زالت تلهث خلف قسطَ من الراحة لظل يوصل الليل بالنهار ليقلل الساعات المتبقية علي اللقا ء ولكن لم لا!فلتنعم تلك الخلايا ببعض الراحة فقد أقترب اللقا ء فهي تذاكر السفر قد حُجزت وها هي الامتعة قد جٌهزت ولا ينقص الا مرور تلك السويعات القليلة المتبقية علي موعدالسفرلم يشغل ذلك المحب باله بتلك الايام الثلاثة التي قضاها علي ظهر السفينة وهي تشق مياه البحر شقاً سعياً به للقاء حبيبته وأنما شغل باله بذلك اللقاء فما أن لامست قدماه أرض اليابسة حتي طار اليها لا يلوي علي شئ ولا يلتفت حتي الي السيارت التي بأمكانها أن تدني اللقاء حتي وجد نفسه أمامهالم يتمالك نفسه تقدم اليها ..قبلها وأحتضنها غير عابئ بمن حوطوها ولكن أني لعين المحب أن تر ي غير محبوبته! ، ظلت أشواقه تحوطها طيلة فترة أقامته النهار يقضيه ساعياً بالقرب منها والليل يقضي جزءً منه بقربها والجزء الاخر ناظراً اليها من شرفة حجرته بالفندق المواجه لها .لم يكن يعمل حسابا للنوم ولا للوقت الذ ي يمضي سريعأ حتي داهمته ساعة الرحيل فعز عليه الوداع وقرر أن يمضي علي عجل دون أن يٌدمي قلبه بلحظات الوداع ،لكن ما أن وضع أولي قدميه علي حافة السفينة حتي شفه الوجد فطار الي حبيبته أحتضنها بثها الحزن الملتهب في قلبهلم تكن ذراعيه الصغيرتين تمكنه من أن يحوطها لكن كانت دموعه الملتهبة ومشاعره المتأججة كافية للتعبير عن تلك النار الحارقة في أعماقه .عندما لحق به الرهط من قومه وجدوه يتمتم ببيت من الشعر يطل أسم حبيبته من حروفهوالكعبة الزهراء قبلة سجدتي والشرق وشم عباءتي وأزاريثم ترنح وخر مغشياً عليه .عندما أستفاق من غفوته وجد نفسه في حجرة أكتست كل أجزاءها بالرخام في وسطها ثلاثة من الاعمدة رصعت أجزاء منها بالذهب علي جانب من جوانب تلك الغرفة باب مصنوع من الذهب - وأزدايداً لدهشته أطل عليه وجه أبيض جميل القسمات تزينه لحية صغيرة مهذبة الاطراف فتزيده وقاراً وهيبة ظن الفتي بأنه ربما غادر الدنيا وانه الأن علي باب الجنة وأ ن الملائكة قد جاءت لأستقباله- لكنه يعلم أن الجنة أجمل بكثير من ذلك الذي يراه وأن الملائكة لا تتجلي للبشر وفجأة أحس بوجيب قلبه يزداد فتيقن أنه بداخل الكعبة الشريفة وقبل أن يتفوه بكلمة أوتصدر عنه أي بادرة زف اليه الرجل طيب القسمات قرار ملك السعودية بتعيينه في خدمة بيت الله الحرام فتناسي الفتي الشرق وأهله وطابت نفسه بالبقاء مع من أحب .
جاء لينتفض
ألازلت تذكرينه؟ الازال يأتيك؟ يلملم جل أحزانك وينساب بها علي صفحة البحر المحملة بالأمل والحياة ألا زال يتوسد صدرك؟ ويصنع من حضنك وسادة يتناسي بها أسقام الكون أتراه يجيئك نهارا؟ حين تتوسط الشمس كبد السماء فيتهدهد بين يديك يتراقص ويلهو ويلعب- أم تراه يأتي ليلاً؟ حين تأوي الشمس لمضجعها -فيتوسد صدرك ويسبح في بحر من الاحلام ويغط في سباته العميقأولم أمرك بنسيانه وتجا فيت عن النوم لأسهر علي راحتك -ألم أصنع من جراحي ضمادات أداوي بها تلك الجراح التي خلفها ثم أنصرف –ألم تمتد يدي اليك تجتث الامك وتهدهد قلبك و ...............ولكن كيف أمرك بنسيانه وهو يسكن بداخلي يستصرخني يستلهب أرادتي فيحول ضعفي قوة ويبدد ظلمات نفسيلازلت أذكر حين هاجمتك الام المخاض فباغتني صوتك عبر سماعة الهاتف يصرخ أنقذني ولم يكن بأستطاعتي ساعتها أن أترك مستشفي الولادة التي لم يكن فيها طبيبا غيري فهاتفت أخيك ليأتيني بك فجئت تتراقصين بين الالم وقرب الغنيمة- تتهدهدين بين اليأس والرجاء وأستصرختك لتصرخي من أعمق أعماق نفسك ليجئ هذا الامل المنشود طبيعياً فتعذر اللقاءوهنا لم أجد وسيلةً أخري غير أستخدام هذا المبضع حاد الاطراف أمد به يدي التي لطالما أمتدت اليك حانيتين تحمل كل معاني الرحمة- في تلك الحجرة التي طالما بالدفء يسري في كل جزء منها حين تتدفق الي الدنيا حرارة مولود جديد وجدتها باردة جامدة لا تهتز لمشاعري ولا تعبأ بهاوهنا أمتدت يدي اليك تستأصل من جسدك الملتصق به جزءاً لتوصل به حلماً طالما عايشناه منذ علمنا بمقدمه الي الدنيالكنه حين خرج الي الدنيا خرج صامتاً لا يتحرك فهززته لأستصرخ الحياة فيه وهنا أرتعد ثم أنتفض ثم أطلق صرخة أرتجت لها غرفة العمليات ثم سكت وباءت كل محاولاتي لأنقاذه بالفشل وكأنما جاء الي الدنيا ليعلن أنتفاضته ضد الظلم –ثم مضي منها لا يلوي علي شئعندما لمحت بعينيك قرب أستفاقتها خفت عليك من الفجيعة فأمتدت يدي اليك مرة أخري تمدك بجرعة أخري من المخدركدت أفقدك أنت الأخري بسببها, لكنك حين أستفقت وجدتين قد واريته عنك خشية أن تري حلمك ميتاًفتخر ي صعقاً فأمتدت الي أناملك تتهمني بقتله أتري هذه الوحوش الضارية التي تملأ الأرض صخباً تستطيع ألا أن تمتد أيديها بالحنو والعطف الي صغارها فما بالك بالبشر ؟الأن وقد مر علي فقدانه عامين وبعد تبرئتي من تهمة قتله لا أمرك بنسيانه أذكريه –وأملئي كل صحاف الحزن بأحبارالشجنوأذكريني أذكري ذلك الراهب الذي أقسم الا يدخل بيتكما منذ حينها وظل يهدي الدنيا أحلاماً تتواري منها كل أحزان الارض ظلت يديه تهدي الدنيا صغارا لم يشعر حين وضعهم بين كفيه بنفس الحرارة التي شعر بها يوم هدهد حلمكما والأن وقد غاب حلمكما أتري يظل غيابك عنه؟.
لمحات من دفتر الذكريات
هذا الشارع مرة أخري ما الذي أتي بي اليه أهي الاقدار أم هو حظي العاثر؟ الشارع الرئيسي الضيق ذو الحارتين التي لا تتسع طرقاته لاكثر من سيارتين نحيفتين .رغم ضيق هذا الشارع الا أنه حمل لي من الحزن ما لم تحمله كل سنوات عمري والتي كادت تتوقف عند تلك اللحظات التي ساقتني فيه يد القدر-منذ عدة أعوام -الي هذا الشارع في الصباح الباكر وكنت في عجلة من أمر ي أستحث سيارتي المهالكة في المضي قدماً نحو العمل حتي لا تطالني يد التأخرات بعصاها التي لا ترحم وما أن وصلت الي تلك المحطة التي تسمي الجلاء والتي تقع فيها أحدي مستشفيات التأمين الصحي حتي أصطدمت بتعثر حركة السيارات فا هي السيارات تتخذ شكل الطابور الذي لا ينتهي- والذي تطالعنا هيئته في كل مناحي الحياة - والصخب والهرج قد عم المنطقة فترجلت عن سيارتي لاتبين حقيقة الامر فوجدت السيارات خلت من مرتاديها وجمة من الناس قد تجمعت وأتخذت شكل الدائرة فسرت في نفسي قشعريرة فقد دأبت علي مطالعة ذلك الامر من أن الي أخر- اذ كثرت الحوادث علي هذا الطريق رغم صغره, لكني في كل المرات السابقة لم امتلك الشجاعة لأخترق تلك الدائرة التي تتجمع لمشاهدة الحادثة الا هذه المرة وجدتني رغم هلعي من منظر الدماء أخترق الدائرة لأري القتيل الذي ما أن طالعتني هيئته حتي داهمتني كل أوجاع الارض أنه محمد أفندي.سألت الجمع أن كانوا قد أحضروا طبيباً له من ذلك المستشفي القريب أم لا فطالعتني الوجوه الواجمة تفضح يد السلبية والخوف التي أطلت بوجههاعلي المكان وهنا جريت علي الجسد الممزق أتحسسه لعلي أستفز الحياة فيه فتنتفض مرة أخري لكن هيهات يد الموت سبقتني الي محمد أفندي.يا الله محمد أفندي الذي لم يملك من الافندية الا ذلك الاسم الذي أطلقه عليه أهل شارعنا السقيم لتوهمهم أنه يتعالي علي عباد الله ويالجهلهم وضيق بصيرتهم فلو عرفوا هذا الرجل لبكوه الدهر كله... نعم لبكوه الدهررجل لا يربو عمره علي الاربعين ..لا يملك من الدنيا الا حطامها وتلك الشقة التي لا تري الشمس معظم فصول السنة ....ماتت زوجته منذ عامين بعد معاناة طويلة مع المرض أمتدت لسنوات–وخلفت وراءها طفلة لم يتعد عمرها الخمس سنوات لم تري من الحنان الا صدر جدتها العجوزالتي تغسل الكلي مرتين في الشهر ومع هذا كله لا أذكر أني قابلت محمدأفندي مرة واحدة وشكا لي ضيق ذات اليد وشظف العيش –دائماً تجري كلمات الحمد علي لسانه ويطل الرضا من قسمات وجهه لا يجفل باالام ولا يحفل بها . الأن يرقد محمد أفندي علي الارض وقد فارق الحياة وكدت أفصح بمعرفتي له لولا نظرة ألقيتها علي عينيه الجاحظتين طالعت فيها رغبته بتكتم الامر رحمة بأمه العجوز فسكت علي مضض وغضضت الطرف عن ذلك النصاب الذي أنسل من وسط الجميع مدعيأ علاقته بزكي أفندي كما أسماه والذي أسهب في وصف حالته ليستدر عطف الجميع, وايماءاً في أخفاء الامر نقدت الرجل بضع جنيهات وأغمضت عيني عنه حين بدأ يتسلل قبل حضور الشرطة وبعد حضور الشرطة وسيل من الأسئلة وحضور السيارة السوداء التي أصطحبت صاحبي محمد أفندي في رحلة الي المشرحة- وجدتني كالطفل التائه في صخب المدينة لا يعرف مقصده ولا يعرف أين تدفع به الطرق حتي قادتني خطاي الي شارعنا بعد أن عزمت علي تكتم الأمر ودفن محمد أفندي دون علم أهله ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فأشارة من المشرحة سبقتني طارت الي بيت محمد أفندي تنشر الخبر فتنزل كالصاعقة علي قلب أمه فتنتزع الحياة منه وتغطي شارعنا بقماط من الحزن يطل بقساماته من كل شئ حتي لكأنني ألمح أسراب النمل قد تجافت جنوبها عن المضاجع وقامت تبكي أسرة محمد أفندي , وفي اليوم التالي وقبل أن تغيب الشمس عن الكون كان جسد محمد أفندي يرقد في حضن أمه في ذلك القبر الذي أعد لهما وكأن يد الطبيعة قد كتبت أن صدر أمك هو نهاية كل ألام اااااااااااااااه ذكريات حزينة طفحت علي الذاكرة عندما طالعني هذا الشارع مرة أخري أما الأن فلم يبق لي من محمد أفندي الا طفلته الصغيرة التي أستطعت نقلها- دون علم أحد – من ذلك الملجأ الذي وضعت فيه الي مدرسة داخلية أزورها فيها كل حين لأرتشف منها أكسيراً أداوي بها كل أسقامي... لقد نسيت الزواج حتي لا أتي لها بزوجة الأب أما الأجازة فنقضيها سوياً في أي مكان أخر غير شارعنا نعم أنها يد الله التي أخذت مني محمد أفندي لتهبني أبنته التي صارت لي كل شئ كم أود أن أضم تلك الفتاة الي بيتي ولكن ألسنة الناس التي نالت من أبيها ستفترسها ولكن لا يهم ستبقي لي الحب الدائم والذكري الباقية من محمد أفندي .
الى اين
الي أين يا دنيا؟ وقد شب في القلب الحريقالي أين تذهبين بنا ؟وقد غاب من الشمس البريق كيف تجمعين بالنحل ؟وقد جف في الزهر الرحيقمالك وأنا أعد الخطي للنجاة قد طويت من تحت قدمي الطريقوأحسست بأني أهوي في بئر من الاحزانوأ ن الشعر مني قد أريق رياح من الحزن تطويني ونسيم من اليأس يهديني أبتسامة في الدمع عزت علي غريق الي أين يا دنيا وقد شب في القلب الحريق
عباءة جدى
في ليلة شتوية شديدة البرودة حيث الامطار لا تتوقف عن الهطول والرعد يصك الاذان والسماء تبدو كحبلي محملة بالمطر تنتظر مخاضها أحسست أني كدجاجة أنتزع منها ريشها الذي يقيها حر الصيف وبرودة الشتاء فسارعت الي عباءة جد ي الصوفية الخامة الريفية الطراز والتي تتزين بأكمام فضفاضة بدت لي من أول وهلة كسرداب لجدي يخبأ التاريخ فيه فتراه دائما يجري بساحته دافئا هادئ لا يصيبه الفتور أبدا . ارتديت العباءة فوجدت الدفء يتسلل الي كتسلل يدي الي مكتبة جد ي العامرة بالكتب التراثية التي تغطي شتي مناحي العلوم -وبين يقظة ومناما وجدت جدي يقف ببا ب غرفتي بجسده العجوز وروحه الغضة النضرة و يديه الكبيرتين قاسية الملمس وأبتسامته التي تتفجر حنوا وعطفا وقف جدي علي باب الغرفة يحمل تلك الأبتسامة الساخرة التي يطلقهادائماعندما يستطيع بحنكته فك اي حصار يضرب حوله فعلمت أنه أستطاع منذ قليل فك الحصار الذي اقامته عليه جدتي منذ أصيب بالوعكة الاخيرةطالعتني أبتسامته البشوشة ووجهه الصبوح فقمت من فوري أفسح له مكانا في سريري ودفئا في وسادتي- فتهادي الي الحجرة بخطي حثيثة قيدها ذلك التيبس الذي أصاب شقه الايمن منذ بضع شهور فأخذت بيده ليجلس ويبثني مكنون فؤاده فأبثه روحا من شبابي الفتي –وأبثه تأوهات نفسي فيبثني روحا من الامل وفيوضا من الحكمة عندما جلس جدي علي سريري وسري الدفء في جسده و جرت الكلمات علي لسانه حدثني عن أول مرة رأي فيها جدتي وأنساق في وصف تلك اللحظة وكيف مرت علي قلبه فسري فيه لهيبا ومرت عليها فخضبت وجهها بحمرة الخجل فطار الي أبيها ليخطبهامنه ووصف لي فرحته بأول طفل يرزقانه فكأنني أسمع صراخ الطفل وأنين الأم, ثم تذكر جدي أول يوم قضوه بالاسكندرية بعد أن نزحوا من الريف لهثا وراء لقمة العيش وكيف أستطاعوا أيجاد هذا البيت الفسيح الذي يأوينا حاليا وكيف أصر علي الاحتفاظ به رغم شظف العيش وألحاح جدتي علي تركهثم مضي يحكي عن أيام الشقاوة كما يسميها وكيف كانوا يتخطفون جنود الاحتلال من الشوراع والأزقة وكيف ردوا الاحتلال عن بورسعيد ودحروا الصهاينة في سيناء. بدا وجه جدي وهو يروي ذكرياته كشاشة عرض عملاقة تتجلي عليها كل خبايا نفسه فاذا مر بيوم حزين وجدت صفحة وجهه تتلون بظلمة قانية كلون السماء قبل هطول المطر وقد حملت أجزاؤها بالمطر أما اذامر بذكري سعيدة بدا وجهه كالقمر في ليلة التمام وكالشمس في يوم ربيعي مشمس والنسيم قد تهاد ي علي صفحة الكون الفسيحومضي جدي بالذكريات تسلك به مسالك شتي فتارة تسكننا قمم الجبال عند نجاح أحد أبنائه وأخري يحتوينا قبرأً واري فيه عزيزاً لديه حتي بدا الليل مصراً علي الرحيل وقد جمع أخر أشلائه- وهنا تسلل السقم الي ذاكرة جدي والتعب الي أعضائه فأستاذنني أن نكمل في يوم أخر فترفقت به ووافقته علي مضض, وعندما هممت أن أخذ بيد يه لادخله غرفته أستوقفتني أشارة منه تبثني رغبته أن يبيت ليلته عندي فوافقت من فوري فلطالما تمنيت أن يحتويني صدره وتضمني ذراعيه – غير أنه لما ضمني هذه المرة الي ذراعيه لم ألحظ تيبسا فيها ولا فتورا في عضلاتها- وكأنها ذراعي شا ب قد جاوزالعشرين منذ قليل- فـتأزرت بها ونمت ونام جدي . عندما هبت تباشير الصباح نازعة عن المدينة حجاب ظلامها وجدت يدين توخزني وخزا شديدا وصوت أمي المرتفع يشق الأفاق تنبهت فوجدتني لا زلت في عباءة جدي وفي يدي أجندة مذكراته وهنا أستشاطت أمي غضباً لتأخري عن أمتحان التاريخ وأزداد بركان ثورتها فوراناً عند ما وجدت تلك المذكرات في يدي فعرفت علي الفور أني قد بت ليلتي معها ولم أقرأ مادة التاريخ فقمت من فوري أقبلها بين عينيها لتعلم أني أستذكرت تاريخي جيدا ورغم أستمرار صراخها من تباطئي وجدتني أذهب لأتفقد جدي في نفس المكان الذي ألفته فيه منذ مولدي علي تلك الصورة التي أحتلت جدار حجرتي منذ مات قبل ولادتي بخمسة أيام فطالعتني أبتسامته العذبة التي لا تزال تزين وجهه فأبتسمت له ثم خلعت عباءته وانصرفت
نظرة
في صبيحة يوم مشمس تتألق فيه الشمس في أبهي صورها وتتهادي فيه النسمات في عنفوان اريجها اصطحب مجموعة من الاصدقاء أنفسهم الي الشاطىء لقضاء يوم ممتع وكان الكثير منهم يجيد فنون السباحة الا صاحبنا هذا الذي لم يكن يجيد من كل تلك الفنون الا تحريك جسده في الماء أما بقية الفنون من كيفية المحافظة علي الثبات وتنظيم النفس وما الي ذلك فلا يفقه فيها شيئا .بدا الشاطىء في عنفوان شبابه الرمال تعج بالمرتادين ما بين مستلق تحت الشمس ولاعبي الراكت وأطفال في عمر الزهور يسابقون الريح فتارة تسبقهم وتارة تهدهم بدا كل شىء ينبض بالحياة الغضة الضاحكة وفجأة أنطلقت صرخة مدوية توقف عاي أثرها كل شىء و:انه قد سلبت منه الحياة دفعة واحدة واذا عدنا الي الخلف دقيقة واحدة لعلمنا سبب تلك الصرخة طفل في السابعة من عمره يلهو بعوامته فرب الشاطئ والامواج تتجاذبه تارة الي الشاطىء وتارة تتقاذفه الي الداخل ومرة واحدة دون سابقة أنذار اختطفت منه العوامة وجذبته الي الداخل فأصبح كالكرة تتقاذفه بيديها في كبل مكان وهنا أنطلقت صرخة الام التي أرتج لها الشاطئ .لم يستطيع أحد من مرتادي الشاطئ وصف ردة الفعل التي صدرت عن صاحبنا - الذي لا يجيد من فنون السباحة الا تحريك جسده –فقد أنتزع ملابسه في أقل من بضع ثواني ثم أنطلق الي الصغير يناطح الامواج يمينا ويسارا حتي وصل اليه وضمه الي صدره ومضي عائدا به الي الشاطئ -وكأنه جنية البحر قد فكت من عقالها لترد الصبي الي أهله – يتنغم بفنون السباحة وكأنها أنشودته التي أجاد عزفها فصارت جزءا منه وصار جزءا منها .بين تصفيق الرجال وزغاريد النساء أنطلق يسعف الطفل حتي أرتد له وعيه وكأنه هو الاخر قد أرتد له وعيه ليتدارك ما حدث فبينما حفه الجميع بنظرات الاعجاب وصيحات الشكر والتقدير أرتدي ملابسه وغادر الشاطئ دون حتي أنتظار أصحابه .عندما أجتذبه الحنين مرة أخري الي الشاطئ واصطحب أصدقائه الذين داعبهم حلم السباحة الي جوار هذا البطل الذي أهتزت له قلوب مرتادي الشاطئ وألتهبت له حناجرهم لكن وصل الجميع الي الشاطئ وأستعدوا للنزول الي الماء لم يقو صاحبنا علي مداعبة الماء أو الخوض فيه وذهبت محاولات أصحابه لتشجيعه أدراج الرياح ومنذ حينها لم يقو علي أجتياز الحاجز الموجود بينه وبين الشاطئ -ولم يفهم السبب في ذلك أرضي من البحر بهذا التحدي بهذا الفوز العظيم أم هو خوفه من غدر البحر بمرتاديه لكنه أكتفي من البحر بنظرة .
تضادات
ألتقت عيناهما في لمحة خاطفة هبطت علي قلبها التواق للحب كبركان من اللهب هبط علي جدارية من الجليد فأذاب كل خلية فيها فأرتج قلبها ولم تجد الاأبتسامةعزباء أودعتها كل لهيب فيها تلقاها هو بمزيد من الدهشةوالريبة الا انه في النهاية أبتسم ومضيا كل الي حال سبيله ومضت الايام لا تحمل لهما الا شظايا من ذكري مضت ومضت علي الفؤاد كألتماعة البرق في ليلة ظلماء لكن السحب الظلماء لم تلبث أن أنقشعت ومضت الايام من اللاأمل الي الحلم الواقع ومن اللامعلوم الي البرهان الساطع فألتقيا في حفل تخرجها – هي تمضي بخطوتها الي اليوم الذي تحرقت شوقا اليه منذ أن خطت أولي خطاها في الجامعة فتألقت كالشمس في يوم صيفي متألق الاضواء فلما وجدته نست كل ذلك فأنست بحبيبها – وهو يذهب ليشارك أخته فرحتها بتخرجها فلم يجد الي ذلك سبيلا فمن يري السماء لا يرنوالا أن ينظر اليها وينناسي الارض التي يقف عليها وتعارفا ولم يتخذا لهذا أدني جهد الا أن مدت يديها فمد يده وأنفرط منهما عقد الحديث فلم يحاولا تجميعه أو البحث عن أشلائه وأنس كل جليس بجليسه ولانها تلك الحورية الي تاقت الي سماع غزل العشاق فيها سألته عما أجتذبه فيها اليه لعلها تستمع منه الي أسمها متلثما بأبهي حلل الغرام متباهيا بأجمل ترانيم العشق لكنها لم تلبث الا أن تستمع الي سيمفونية من الصمت تقرع الاذان فتدمي القلوب ....... لكن ما كان للطير الذي طالما حلق في سما ءالعشق أن يسقط فجأة فألتمعت في رأسها فكرة زفتها اليه أن يفضي كلا منهما بمكنون فؤاده الي وريقة يبثها الي حبيبه بثا وطابت نفسه لذلك فوافقها ,وعندما همت بالكتابة اليه لم تجد من الكلمات ما يعبر عما يجيش به فؤادها وبالكاد وجدت بين ألاف الورق الممزق كلمات بثتها كل لهيب فيها وأغلقت الجواب أما هو فقد أرتسمت الكلمات علي جوابه من قبل أن يكتبها وكأنه يحفضها من قبل - وفي الميعاد المحدد ليشي كل جواب بسر صاحبه فض غلالة جوابها فوجد كلمات قليلة أرتسمت بدم الفؤاد علي صحائف الأشواق تقول : لقد همت بك حباً فأسعد القلب بوصالك.وكالقطارات حين تلقي بعضها تومض ومضة ثم تمضي بها الطرق الي حيث وداع فتحت ورقته فوجدت مكتوبا بهاتفجر قلبي لعينيك حباً مزقه أرتدائك للعدسات
اسالى
يا قدس يــــــــــــا من حملتي بين جنبيك رسالات الانبياء يا مــــــــــــــن شهدتي ميلاد المسيح مبعوث رب السماء يا من احتضنتي محمداً صلي الله عليه وسلم ليلة الاسراء يا مــــــــــــــــــن أحتضنتي موسي النبي وقومه الابرياء ياقبلة للمسلمـــــــين والمسيحيين والبشر من سائر الانحاء يا قدس كيف أستشعر نـــسيم السعادة وأنت تألمك عواصف الشقاء كيف أعيش حياتي بعافية وجرحاك لا يجدوا لجرحهم دواء تعلمنا نظم القوافي فأيــــــــــن ما نملأ به صفحاتنا البيضاء تاه القلم بين الايادي فيــــــــــــــــــــــــــــــا لحيرة الشعراء أصرخي فيمن ظلمك وأرفعـــــــــــــــــــــي صوتك بالنداء قولي لهم أيا قوم صهيون أيا قوم الخيانـــــــة والغدر والبغاء قلتم أن حائط المبكي لكم وأتخـــــــــــــــــــــــــذتم الدين رداء فلأدعون الله الا يخذلكم ولا ينــــــــــــــــــــــــقطع منكم بكاء كيف تريدون أن نعيش متلازمين ونتناسي مـــا بيننا من عداء كيف أرضي السلام مع عدوي وأنا أجمع أبني من الثري أشلاء أم ظننتموني جلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــودا أم جفت في الدماء أصدقوني القول أين كنتم حين تساوت القدس برمالها الصفراء أين كنتم حين دهمها الاعادي وحــــــــــــين أعاد العرب البناء وأقاموا المسجد الأقصي مــســـــــــــــــــــــجد النبيين والأتقياء لا تتنصلون من الذنب فأنتم قــــــــــــــــوم الضغينة والبغضاء لا تحاولا أنتسابا لموســـــــــــــــــــــــــــي فموسي منكم براء قولوا لي هل تذكرون ياقوم ابن الخــــــــطاب الفارس الوضاء يأتي في ظلام الليل فــــــــــــــــــــــــــــــي تلك الحقبة الظلماء يحمل لواء محمد والاســــــــــــــــــــــــــلام في قلبه بدر أضاء يهوي بسيفه البتار علي أعنــــــــــــــــــاق طغاة حجبوا الضياء يعلي كلمة الاسلام الي جوار رســــــــــــــــــالة المسيح والعذراء يعانق سيف المسلم ســـــــــــــــــــيف المسيح فالله علمهما الأخاء يتعــــــــــــــــــــانق القرأن مع الأنجيل فهما رسالات رب السماء تدق أجـــــــــــــــــراس الكنائس والمساجد تلقي بخطبها العصماء ماكان عمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر طامع وأنما من الشرفاء ينشر رسالة ربه والأرض لعــــــــــــــــــــــــــــــبادها الرحماء ياقدسأن أردتــــــــــــــــــــي أن تعرفي ءأنت عربية أم أنه كلام هراء سلـــــــــــــــــــــــــــــــــــي بطن الثري سلي الصخور الصماء كم بللــــــــــــــــــــــــــــت أرضك الدماء كم رويت بالدم البيداء دمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء عرب شداد تبلل الثري بسخاء دمـــــــــــــــــــــــــــاء من أرادوا للأقصي مكانة وأن ذهبوا فداء ضـــــــــــــــــــــــــــحوا عن طيب نفس دون أنتظار مدح أو ثناء ضحوا بســــــــــــــــــــــائر الألقاب وأرتضوا لأنفسهم لقب شهداءمع أعتذاري الشديد لمحبي العروض
باحلم أكون بكرة وأخلي الألم ذكرةلكن علي فكرة مانش كاره الدموعالدمعة مرة رمتني خلت شوقك في حضنيلو الدنيا خدتني لازم حانوي الرجوعضمي اشواقك تعالي عاشق ساكنة في باليلو صورتك الليالي شجرة حأكون الفروعأنا من غيرك أعاني هم بيسكن وجدانيلو تكوني جرح تاني تحلي في عيني الدموعدمعة ممزوجة بأمل حب وشوق للعملولو خلص الأجل حبي عندك ضلوعلكن علي فكرة ساكنك عاشقك وبكرةمش حأحلم أكون ذكرة ولاحاتمني الدموع
حكاية الاخت هدى
لم تكن هدي كالبراعم في لهوهم ولعبهم ولم تكن كسائرالفتيات من مثل عمرها في تعلقهن بالعروس البلاستيكية فتارة تمشطن شعرها واخري تلبسنها الثياب النظيفة ولم تعد حتي تحب اللعب في الطرقات وتناول الحلوي كبقية الفتية والفتيات ,فقد كانت ذات يوم تطلق ساقيها للرياح و تداعب النجمات في أفلاكهاحين فازت بحلواها المفضلة والتي دأبت علي أن تبتاعها من محل الشيخ صلاح والذي تقع تجارته في الشارع المقابل لمنزلهم وبينما هي عائدةاذ فاجأت قوي الاحتلال مجموعة من الصبية يلعبون الكرة في أحد الازقة وامطرتهم بوابل من النيران فأسقطتهم ما بين قتيل وجريح تلون كل شئ بعدها بالاحمر القاني حتي الحلوي التي تحملها هدي وجدتها تتلون بدماء الاطفال فلفظتها من بين يديها وطارت - والرعب يسيطر علي كل خلجة من خلجاتها فلا تتبين أن كانت تتكلم أم تتمتم بترانيم الصمت - الي أمها التي أصابها الذعر لهفا علي أبنتها لكنها استبسلت وراحت تبث الطمأنينة في صدر ابنتها رويدا رويدا حتي اسلمتها للنوم ؛منذ تلك الليلة والاب في حالة قلق لما أصاب أبنته وهو يري عودها الغض الصغير يذبل يوما بعد يوم حتي خشي أن تحتضر طفولتها وهي لا زالت في عمر الزهور فقرر أن يصطحب الأسرة لقضاء يوم العطلة علي شاطىء غزة لعله يستطيع أن يستأصل من عقل أبنته تلك التجربة المريرة وكان ما أراد فما أن رأت هدي الصغار علي صفحة الشاطئ يدونون بمرحهم ولهوهم أنشودة جديدة للأمل حتي راحت تشاركهم ما يصنعون وتهدهد النسيم العليل ولكـــــــــن لا يلبث الشجر المثمر دهرا حتي تتساقط أوراقه فما هي الا لحظات حتي داهمت قوي الاحتلال الشاطىء وأمطرت مرتاديه بوابل من النيران وأسقطتهم ما بيت قتيل وجريح وأستفاقت هدي من دهشتها علي صورة أفراد أسرتها وهم يسبحون في دمائهم وقد فارقوا الحياة فأطلقت ساقيها للرياح تبحث عن صدر أمها الذي أواها يوم مرت بمثل تلك التجربة لكنها لم تجده ووجدت نفسها تسير مع ألاف الفلسطينين في جنازة أفراد أسرتها ,ولم يكن عقلها الصغير يستطيع تحمل الموقف فكانت تارة تفقد الوعي وأخري تستفيق لتتصفح وجوه المشيعين باحثة عن أفراد أسرتها فلا تجدهم فتنادي نداء الثكلوات كلهن تجمعن في صوت واحد لماذا تركتموني وحدي ؟ حتي أودعت أسرتها بطن الثرى ولم تمضي ساعات قلائل علي هدي قضتها في ظل الوحدة حتي هرع ألاف الفلسطينين -الذين أدماهم صوتها النائح في الجنازة _ اليها يود كل منهم ضمها الي لألىء بيته وقرة عينه لكن كانت ليد خالد مشعل الاسبقية في الأمر فما أن رأها في الجنازة حتي حوطها بعطفه وشملها بحسن رعايته وضمها الي بيته ,وكأن الله قد أراد أن يرد لمشعل جزاء معروفه في الدنيا قبل الأخرة فما هي الا أيام حتي رأي خالد الوردة التي ضمها الي بستانه تتفتح يوما بعد يوم وينمو عودها الفينة بعد الأخري فتتقدم الي مائدة القرأن تنهل منها دون روية والي مؤدبةالسنة النبوية تلتهمها التهاما فكانت هدي لخالد صرحا من الأخلاقيات يتنامي أمام عينيه يوما بعد يوم -شجاعة تفوق الرجال وتضاهي اقدام الليث في ساحات النزال وعزيمة تناطح السحاب طولا وتتحدي في صلابتها الجبال ؛ لذلك لم يكن من الغريب أن يوافق علي قيامها بأحدي العمليات الاستشهادية رغم ولعه الشديد بها فلم يكن يراها تنام ملأ عينيها وتضحك ملأ شفتيها الا عندما تسمع نجاح أحد المجاهدين في تنفيذ عمليته الأستشهاديةوما هي الا أيام قلائل حتي شرعت هدي بتنفيذ عمليتها الاستشهادية فألتفت بحزامها الناسف ثم تسلللت الي أحدي الثكنات العسكرية الأسرائيلية بعد أن تنكرت في زي المجندات وعندما رأت المكان يعج بالجنودنطقت بالشهادة وضغطت زر التفجيرفي حزامها الناسف _وما هي الا لحيظات حتي تحول المكان الي كتلة من اللهب تلتهم كل من فيها- وفي تلك الليلة رأي مشعل في نومه أفرادعائلةهدي وقد أكتسوا بأبهي ثياب الجنة ووقفوا علي بابها لأستقبال الأخت هدي . 6/2/2009
فارس بنى وهدان
الثأر تلك الظاهرة التي ظل فار س_خريج كلية الحقوق _يكرهها طيلة حياته والتي شاء الله عز وجل ان يكون فارس أحد من أكتووا بنيرانها فقد نشبت مشادة بين عائلة وهدان _عائلة فارس _وعائلة رفاعي كان نتيجتها _بعد قتل من قتل وجرح من جرح_أن صار فارس هو الهدف الرئيسي للثأر .فكر فارس كثيرا في كيفية وقف نزيف الدم المتدفق من العائلتين وكان أول شيء فكر فيه بعد تخرجه أن أخذ مسدسين من ميراث عائلته وتوجه الي خالد _الموكل اليه الأخذ بثار عائلة رفاعي _وأوعظ اليه أنه علي أستعداد للقصاص منه شريطة أن يختار المكان الذي يلقي فيه ربه ,وبعد الكثير من التفكير وافق خالد علي ذلك ممنيا نفسه بالاخذ بثأر عائلته .أصطحب فارس قاتله الي سيناء ومنها تسللا الي الاراضي الفلسطينية عبر معبر رفح _بعد أن باتا ليلة في العراء _وخالد لا يفهم ما ينتويه فارس , أختار فارس مكان قريب من أحدي الدوريات الاسرائيلة ودفع بالمسدسين الي خالد الذي ألتقطهما في سرعة البرق وأعدهما للا طلاق ثم صوب نحو هدفه وأطلق الرصاص .• لم تستقر الرصاصة في قلب فارس ولكنها أستقرت في جسد أحد أفراد الدورية الاسرائيلية التي ما ان لمح أفرادها فار س وهو يدفع بالمسدسين الي خالد حتي أسرعوا لاعتقالهما , ولكن يد خالد كانت أسرع منهم فقد دفع بأحد المسدسين الي فارس وطفقا يطلقان النار علي أفراد الدورية حتي استطاعا أن يحصدا منهم الكثير ويلوذا بالفرار , وكأن خالد يحمي فريسته من الذئب ليظفر هو بأقتناصها فما ن أستقر بهما المقام في مكان امن حتي أخبر فارس بأنه فشل في أختيار مكان قتلته وأنه هو الذي سيختار المكان هذه المرة ووافق فارس علي ذلك فقد أعتزم المواجهة أيا ما كانت النتائج .توجه خالد الي أحد بائعي الاكفان وأشتري كفن فارس ثم توجه الي أحد الاماكن التي تحاربها قوي الاحتلال وأشتري هدية لفريسته ,ثم توجه الي فارس وأوعظ اليه أن يغتسل في احد المساجد ثم يلتف بالكفن أسفل ملابسه بعد أن يضع الهدية التي أبتاعها له لكن خالد لم يخبر فارس أنه فعل مثله تماما .حدد خالد المكان الذي يظفر فيه بفريسته وهو أحد المتاجر الصهيونية الكبري في قلب تل أبيب , وتسلل فارس الي المتجر من أحد الابواب وأستقر في مكان ما بالمتجر ثم تبعه خالد الذي تسلل بدوره الي المتجر وصعد بالمصعد الي أحد الطوابق وعقب نزوله أخرج مسدسه وأعده للاطلاق وبكل الحقد الساكن في قلبه أطلق الرصاص . لم تستقر الرصاصة هذه المرة أيضا في قلب فارس ولم تستقر في قلب أحد ولكنها كانت الاشارة لضغط أزرار التفجير ففور سماع الاشارة تحركت الالسنة بالشهادة وكأنها تنطلق من مكان واحد وضغطت الاصابع علي أزرار التفجير وكأنها تنطلق من يد واحدة وتحول المكان كله الي كتلة من النيران شرارتها أجساد الفارسين فارس بني رفاعي وفارس بني وهدان.السيد عبد الجابر بكالوريوس خدمة أجتماعية
انقذونى
أعذروني فلست فلسطينية نائحة علي أشلاء مجد قد ذهب ومسدس الاعداء مسلط علي صدري ولست عراقية فرت من أحضان اللهب وراحت تجري أنما أنا مصري رأي كل تلك الصور تقبع نصب عينيه ككابوس لا تراه حين تنام أنما يتتبعك ويمسك بتلابيبك أينما ذهبت ورغم تلك العلقمية التي سرت في جسدي كله لا في فمي فقط وجدت ألوية الجوع تشن حربا ضارية علي كتائب جسدي تنذرها بالتسليم فسلمت فما كان مني ألا أن قمت الي المائدة التي وضعت للحكام في مجلس الامن لعلي أتلقف منها فتاتا أسد به جوعي ولم يكن الأمر صعبا فقد جاءتني دعوة صريحة لأشارك الزعماء طعامهم وهاهي قائمة الطعام التي تضم الغذاء الممثل لكل دولة :الاطباق الرئيسية والتي تضم المشويات تشمل التندوري الهندي المصنوع من لحوم المسلمين في باكستان تم شيها في أفران خاصةبطرق خاصة لتلقي استحسان الحاضرين أما الطبق الثاني في قائمة الأطباق الرئيسية فهو طبق البر ياني الخليجي المكون من لحم منكوبي العراق وضحايا الحصار في غزة أما الارز فقد أنتقي بعناية من مزارع شبعا المسروقة من لبنان أما التسبيكة فهي تسبيكة دموية فائقة الجودة تم صنعها من ضحايا مجازر أفريقيا .ولما عفت نفسي عن تناول تلك الاطعمة أقسم الرئيس الامريكي برأس أبيه أن أتناول فواتح الشهية وهو سياط أتي بها من معتقل جوانتنامو لها مفعول السحر فما أن سلطت علي جسدي حتي قامت بدور هريسة الشطة فوجدت يدي تمتد بشراهة علي الطعام حتي أتي دور طبق الحلو وهو طبق من المائدة المصرية لكنه لم يكن أم علي التي تعودت عليها من قبل لكنه هذه المرة (أم سعيد )_التي رأت مذابح غزة فأرسلت بخطاب غليظ اللهجة الي مقر الرئاسة –ولأن هذا الطبق هوالطبق الاكثر الابتكارية علي المائدة أًًًًتي بمذيعة من القناة الفضائية لشرح طريقة عمل الطبق وكانت كالتالي :المقادير : 1 كجم أم سعيد سابقة التجهيز ولا تقلقوا فهي متوفرة بكثرة في محلات اللي بالي بالك 2) 1 كجم حليب من محل النوايا الحسنة وهو أحد فروع محلات اللي بالي بالك 3) السكر والمكسرات لا داع لها فعلقمية أم سعيد غنية عن كل ذلك طريقة الاعداد توضع أم سعيد في وعاء كبير ثم تدق بالنعال حتي تستغيث ثم يوضع اللبن لأضفاء الطعم الجيد ثم توضع علي ألسنة اللهب حتي تحمر كل خلية منها ثم تترك لبضع ثواني حتي تبرد ثم توضع في الثلاجة وبالهناء والشفاء ثم ألقت المذيعة بملحوظة مهمة وهي :طبق أم سعيد متوفرة لدي سلسلة محلات اللي بالي بالك أفتح فمك نأتيك فورا ................................................... .................تناولت كل تلك الأطباق فسرت في جسدي كالهواء يسري في البالون فيزيده أنتفاخا حتي صرت بالونا شديد الانتفاخ أخواني أنقذوني لقد أستعلمت كل أنواع الحمية فلم تجد ي نفعا حتي برنامج حمية برفيز لم يأتي الاببعض النتائج البسيطة أخواني أريد حمية مناسبة ولو كانت حمية التفجير أنقذوني
إمراة بدرجة شمشون
في كل يوم كانت تحلم بأن تكون تلك السيدة التي تملك من الجمال والرقة ما تجحظ له العيون وتشرأب له الاعناق ولم تكن تبعد كثيرا عن تحقيق تلك الأمنية فقد كانت تملك القسط الوفير من الجمال والرقة أما الحلم الثاني الذي كان يراودها يقظة ومناما فهو أن تمتلك من القوة ما يمكنها من الزود عن كل النساء في كل مكان وتحمل تكاليف الدهر العاتية ,وفي أحد أيام الصيف الملتهبة الحرارة أخذتها سنة من النوم أستيقظت منها وقد أمتلئت كل خلية من جسدها بالقوة والطاقة وكم كان الموضوع جميلا سلسا فقد كانت القوة التي منحتها وسيلة لها للزود عن الضعفاء ومساعدة المريض والمحتاج حتي أطمأنت الي قوتها وحسبتها نعمة من النعم الي أن أخذها الحنين الي البحر فطارت اليه لترتوي من نسيمه الاخاذ وتختلط أنفاسها بعبيره كما تختلط أنفاس البشر بحبيبات المطر ' وفي علياء أنشغالها بالبحر قطع أسترسالها معه صوت احد المارة المتطفلين وهو يتغزل فيها بأبزأ الالفاظ التي يمكن لبشري أن يسمعها فأستدارت اليه بكليتها ولم تكن من قبل تفعل ذلك فما كان منه الا أن زاد في حديثه الجارح ما منع تمالكها لاعصابها فما كان منها الا ان أوسعته ضربا بيديها وركلا بقدميها ما أسقطه فاقد الوعي في بركة من الدماء ولم تستفيق هي الا بين يدي الشرطة وهي تواجهها بما فعلته في الرجل- وبين دهشتها لما فعلت ورهبتها مما لاقته من المعاملة من رجال الشرطة ونزلاء الزنزانة تم تحويل القضية الي النيابة ومنها تم الافراج عنها مؤقتا أنتظارا للقضية التي ستنظر في محكمة الجنايات.مرت الايام عليها تباعا لايمر أحداها الا بطيئا ثقيلا عقلها يفكر في الدقيقة الواحدة في الاف الافكار ....قسم .شرطة ..مذنب.. قضية...براءة أو حبس وهكذا- لم تكن تعيش تلك الايام بمفردها فبجوارها الزوج الحنون الذي ألفته منذ سنين طوال يؤازرها ويشد من عزمها حتي يستطيعا عبور المحنة ولم يكن في الحسبان ما حدث ففي أحد لحظات الغضب التي لم يألفها الزوج في نفسه من قبل- ومن كثرة الكبت الذي تعرض له- لطمها علي وجهها ولانها السيدة القوية ردت اللطمة بأخري فما كان منه الا أن ثأر لكرامته فلطمها بيمين الطلاق لتستفيق وقدأسود كل شيء في عينيها وخلي البيت من صوت رجلها الذي تعودت عليه منذ سنين فلم يبق فيه الا هدير الرياح وصراخ طفلها الصغير ومضت والايام تعاندها والدهر يجور عليها ويرهبها وحيدة في البيت لا تعيش الا لكي ترعي ولدها الصغير تهدهده لتمسح عنه ما يلاقيه من الوحدة وترويه من حنانها الا انها في أحدي لحظات عبسه أفرط في اللعب والازعاج ما كان فيه الكثير من الضغط عليها وكأي النساء عندما تريد أن تؤدب طفلها صفعته علي وجهه ولكنها السيدة القوية فأصطدم الطفل بصفعتها كما يصطدم الموج الهادر بالصخرالغادر ليخر مغشيا عليه لا يلتقط أنفاسه الا بمنتهي الصعوبة وهنا أطلقت لصرخاتها العنان ...ولــــــــــــــــــــــــــــــدي ..ثم خرت مغشيا عليها واسود كل شيء من حولها.....لم تفق من كل ذلك الا علي حركة يد زوجها وهي تحركها فأستيقظت لتجد نفسها مستلقية علي أحد كراسي الصالة وكل شيء حولها هادئ طبيعي فأدركت أن كل ما مرت به لم يكن سوي حلم مزعج فما كان منها الا أن قبلت زوجها ووسط دهشته العارمة قالت والابتسامة تملأ وجهها أنا امرأتك الحنون فلن أكون امرأة بدرجة شمشون.
و هنا انتهت اسرائيل
ظنوها فريسة سهلة المنال بل أنهم توهموا أنها بمجرد أن تري السياط معلقة في كل مكان والأهوال قد وزعت علي أهلها وذويها بسخاء ستجــــــــــيء نازعة عنها قماط عزتها وتجثو علي أقدامهم تقبلها- طالبة منهم أن يطأوها أني أرادوها , ومن هنا بدأت مخططاتهم –وزعوا القتل علي أهل غزة دون تفرقة بين صغير او كبير –بين شاب أو أمراة القتلي تتناثر أشلائهم كالسيل في كل مكان –الجراح تنتشر مع الرياح أينما حلت أو رحلت ظنوا أنها ستركع لكن هيهات ,فما هي ألا فسحة من الوقت أقتنصها المغتصب قبل أن تبدأ مراسم الاحتفال به, فاز فيها بقتل الفلسطينين وذبح وجرح فيها الكثير منهم ثم أنقلب كل شيء رأسا علي عقب .الشاحنات الاسرائيلية التي لا يقوي علي تحريكها العشرات من الرجال أختفت ولم يعرف عنها شئ- القتل تفشي في الجنود كالوباء لا يعرف سببه ولا يفتدي من وقع أسيرا له , المخابرات الأسرائيلية في كل مكان ولا تستطيع أيجاد أ ي تفسير لما يحدث بل أنهم من هول ما يلاقون من خسائر في الأنفس والممتلكات كادوا أن يكفروا بمقدساتهم ويعلنوا للعالم الحقيقةوهي أن غزة أستغاثت بربها فأرسل اليها من يحميها ويزود عنها ولكنهم لم يجدوا ألا تفسيرا من عالم ما وراء الطبيعة وهو أن أرواح القتلي الفلسطينين قد فرت من مضاجعها لتثار من قاتليها. ثم وجدوا أنه من الحكمة تكتم الأمر حتي يستطيعوا أيجاد الحل , ولكن هيهات- فيد الله لا تبسط لجبار - فقد عرف الشعب الفلسطيني الحقيقة قبل أن يعرفوها فنشط لمؤزارة جند الله ..القادة الفلسطينيون قاموا لأنتزاع ما زرعه الاسرائيليون بينهم من فرقة وخلاف فوحدوا الصف وحددوا المهام.. (حماس) تتولي التجهيزات العسكرية و(فتح) تتولي التعبئة العامة اما المؤسسات الأخري فتتولي الاعدادات المادية للحرب ومن هنا بدأت المعركة وحمي الوطيس .الكوابيس نصبت للاسرائيليين في كل مكان لا يرونها في منامهم – فقد ولي هاربا منهم – ولكن في يقظتهم جيئة وذهابا... القتل في كل مكان ...المحارق قد فتحت أفواهها شرهة لالتهامهم ... الجثث تنتشر في كل مكان ... الأوبئة تتفشي فيهم وكأنها جزءا منهم .. الأستغاثات التي أطلقها شعب أسرائيل للعالم خلال أسابيع من أندلاع حرب التحرير تفوق تلك التي أطلقها الفلسطينيون منذ حرب ثمانية وأربعين – أمدادات المسلمين تتدفق علي فلسطين من كل حدب وصوب...المعابر التي تقع من جانب العرب قد فتحت أبوابها علي مصراعيها لمؤازرة فلسطين بل أن الفلسطينين أنفسهم قد سيطروا علي المعابر فلم تعد تفتح أبوابهاألا لتلقي الأمدادات والسماح للاسرائيلين الفارين من أسرائيل بالخروج ....وتوالت الأنتصارات .................................................لم تعرف حكومة أسرائيل تفسير ما حدث فقد سجلت تقاريرها الرسمية انه لم يبق من الشعب الاسرائيلي - داخل أ سرائيل والأراضي الفلسطينية – الا القادة والحرس الشخصي فلم يجدوا ملاذا للنجاة من الجماهير الفلسطينة- الشرهة لالتهامهم – الا قتل أنفسهم وهنا أنتهت أسرائـــــــــــــــــيل .
الفداء
تهادي الشاب المتشح بالشال الفلسطيني وهو يسير في الطريق المؤدية الي مقر دولة فلسطين الاسلامية وهو متهلل الاسارير ممسكا بيده اليمني جهاز راديو فلسطيني الصنع ويدير المؤشر لينساب صوت المذيع الفلسطيني بكلماته القوية النبرة "صوت فلسطين":يجتمع اليوم الرئيس الفلسطيني ....رئيس دولة فلسطين الاسلامية بالسادة الوزراء بمقر رئاسة الوزراء وذلك لبحث مشروع الخطة والموازنة العامة للعام الجديد , وقد أكد الرئيس أن الصادرات الفلسطينية قد أرتفعت بنسبة %75 وذلك بعد مرور عامين علي استقلال دولة فلسطين عن المحتل الغادر واسترجاع كافة الاراضي الفلسطينية :هذا وقد أكد السيد الرئيس أن عمليات تطهير الدولة من اثار اليهود الدنسة قد حققت نتائج ملحوظة ويدير الشاب مؤشر الراديو لينساب صوت المذيع العراقي بكلماته المحملة بأريج النصر "راديو بغداد:تحتفل اليوم دولة العراق بالذكري الثانية لدحر القوي المعادية وذلك هقب تطويقها في بغداد والقضاء عليها نهائيا . هذا وقد قام السيد الرئيس بوضع أكاليل الزهور علي قبورشهداء المسلمين الابرار ,ثم توجهت الوفود الي مقر قاعة المؤتمرات لتبدأ مراسم الاحتفال حيث بدأ الاحتفال بتلاوة قرأنية مباركة بصوت الشيخ سعود الشريم مما تيسر من سورة الفتح ,ثم أعتلي الشيخ طارق السويدان من الكويت المنصة وبعد حمد الله وشكره علي هذا النصر تحدث عن أسلافنا السابقين وكيف كانوا يأخذون بالأسباب ثم يصبرون علي البلاء حتي يأتيهم الله بنصره ,ثم أعطي الكلمة لشقيقه العراقي عبد الله الراشد ليكما الجزء الثاني من الكلمة وهي كيف نشكر الله عز وجل علي هذا النصر وكيف نأخذ بأسباب القوة حتي لا تتمكن أي قوي معادية من السيطرة علينا مرة أخري ,ثم ألقي الشيخ فتحي يكن من لبنان كلمة عن ضرورة التمسك بكتب الله وسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم حتي تظل أمة الاسلام في تقدم وترابط , ثم ألقي الشيخ يوسف القرضاوي من مصر قصيدة بعنوان "جهادنا جدد الماضي "عبر فيها عن فرحتهبعودة فلسطين العراق وعن أهمية الجهاد في كل وقت وحين ,ثم قام فريق الانشودة الاسلامية الذي يضم بين جوانبه منشدين من كل الدول الاسلامية بالأداء الجماعي لاشنودة "الله غايتنا ".هذا وكان من أجمل ما في هذه الاحتفالية تسابق العلماء والشيوخ المسلمين في التعبير عن فرحتهم بعودة فلسطين والعراق ثم اتفق الجميع علي صلاة الفجر في رحاب المسجد الاقصي لاكمال الاحتفالية .ويدير الشاب مؤشر الراديو ليستمع الي صوت المذيع العربي وهو يعلن أرتفاع العملة الاسلامية الموحدة في مواجهة العملات الاجنبية أثر تعرض قوي الاحتلال لهزة أقتصادية عنيفة عقب هزيمتها في حرب العراق الشهيرة .تجسدت كل تلك الاحداث أمام الشاب العراقي الملتف بحزام المفرقعات وأنتبه الي ساعته التي تشير الي الثانية بعد الظهر وهو موعد تنفيذ عمليته الاستشهادية فضغط بكل ثقة وثبات زر التفجير وهو مدرك تماما أن راية الاسلام ستظل خفاقة ما دامت الشعوب الاسلامية قادرة علي الفداء .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)