الخميس، 26 مارس 2009

جاء لينتفض

ألازلت تذكرينه؟ الازال يأتيك؟ يلملم جل أحزانك وينساب بها علي صفحة البحر المحملة بالأمل والحياة ألا زال يتوسد صدرك؟ ويصنع من حضنك وسادة يتناسي بها أسقام الكون أتراه يجيئك نهارا؟ حين تتوسط الشمس كبد السماء فيتهدهد بين يديك يتراقص ويلهو ويلعب- أم تراه يأتي ليلاً؟ حين تأوي الشمس لمضجعها -فيتوسد صدرك ويسبح في بحر من الاحلام ويغط في سباته العميقأولم أمرك بنسيانه وتجا فيت عن النوم لأسهر علي راحتك -ألم أصنع من جراحي ضمادات أداوي بها تلك الجراح التي خلفها ثم أنصرف –ألم تمتد يدي اليك تجتث الامك وتهدهد قلبك و ...............ولكن كيف أمرك بنسيانه وهو يسكن بداخلي يستصرخني يستلهب أرادتي فيحول ضعفي قوة ويبدد ظلمات نفسيلازلت أذكر حين هاجمتك الام المخاض فباغتني صوتك عبر سماعة الهاتف يصرخ أنقذني ولم يكن بأستطاعتي ساعتها أن أترك مستشفي الولادة التي لم يكن فيها طبيبا غيري فهاتفت أخيك ليأتيني بك فجئت تتراقصين بين الالم وقرب الغنيمة- تتهدهدين بين اليأس والرجاء وأستصرختك لتصرخي من أعمق أعماق نفسك ليجئ هذا الامل المنشود طبيعياً فتعذر اللقاءوهنا لم أجد وسيلةً أخري غير أستخدام هذا المبضع حاد الاطراف أمد به يدي التي لطالما أمتدت اليك حانيتين تحمل كل معاني الرحمة- في تلك الحجرة التي طالما بالدفء يسري في كل جزء منها حين تتدفق الي الدنيا حرارة مولود جديد وجدتها باردة جامدة لا تهتز لمشاعري ولا تعبأ بهاوهنا أمتدت يدي اليك تستأصل من جسدك الملتصق به جزءاً لتوصل به حلماً طالما عايشناه منذ علمنا بمقدمه الي الدنيالكنه حين خرج الي الدنيا خرج صامتاً لا يتحرك فهززته لأستصرخ الحياة فيه وهنا أرتعد ثم أنتفض ثم أطلق صرخة أرتجت لها غرفة العمليات ثم سكت وباءت كل محاولاتي لأنقاذه بالفشل وكأنما جاء الي الدنيا ليعلن أنتفاضته ضد الظلم –ثم مضي منها لا يلوي علي شئعندما لمحت بعينيك قرب أستفاقتها خفت عليك من الفجيعة فأمتدت يدي اليك مرة أخري تمدك بجرعة أخري من المخدركدت أفقدك أنت الأخري بسببها, لكنك حين أستفقت وجدتين قد واريته عنك خشية أن تري حلمك ميتاًفتخر ي صعقاً فأمتدت الي أناملك تتهمني بقتله أتري هذه الوحوش الضارية التي تملأ الأرض صخباً تستطيع ألا أن تمتد أيديها بالحنو والعطف الي صغارها فما بالك بالبشر ؟الأن وقد مر علي فقدانه عامين وبعد تبرئتي من تهمة قتله لا أمرك بنسيانه أذكريه –وأملئي كل صحاف الحزن بأحبارالشجنوأذكريني أذكري ذلك الراهب الذي أقسم الا يدخل بيتكما منذ حينها وظل يهدي الدنيا أحلاماً تتواري منها كل أحزان الارض ظلت يديه تهدي الدنيا صغارا لم يشعر حين وضعهم بين كفيه بنفس الحرارة التي شعر بها يوم هدهد حلمكما والأن وقد غاب حلمكما أتري يظل غيابك عنه؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق