الخميس، 26 مارس 2009

إمراة بدرجة شمشون


في كل يوم كانت تحلم بأن تكون تلك السيدة التي تملك من الجمال والرقة ما تجحظ له العيون وتشرأب له الاعناق ولم تكن تبعد كثيرا عن تحقيق تلك الأمنية فقد كانت تملك القسط الوفير من الجمال والرقة أما الحلم الثاني الذي كان يراودها يقظة ومناما فهو أن تمتلك من القوة ما يمكنها من الزود عن كل النساء في كل مكان وتحمل تكاليف الدهر العاتية ,وفي أحد أيام الصيف الملتهبة الحرارة أخذتها سنة من النوم أستيقظت منها وقد أمتلئت كل خلية من جسدها بالقوة والطاقة وكم كان الموضوع جميلا سلسا فقد كانت القوة التي منحتها وسيلة لها للزود عن الضعفاء ومساعدة المريض والمحتاج حتي أطمأنت الي قوتها وحسبتها نعمة من النعم الي أن أخذها الحنين الي البحر فطارت اليه لترتوي من نسيمه الاخاذ وتختلط أنفاسها بعبيره كما تختلط أنفاس البشر بحبيبات المطر ' وفي علياء أنشغالها بالبحر قطع أسترسالها معه صوت احد المارة المتطفلين وهو يتغزل فيها بأبزأ الالفاظ التي يمكن لبشري أن يسمعها فأستدارت اليه بكليتها ولم تكن من قبل تفعل ذلك فما كان منه الا أن زاد في حديثه الجارح ما منع تمالكها لاعصابها فما كان منها الا ان أوسعته ضربا بيديها وركلا بقدميها ما أسقطه فاقد الوعي في بركة من الدماء ولم تستفيق هي الا بين يدي الشرطة وهي تواجهها بما فعلته في الرجل- وبين دهشتها لما فعلت ورهبتها مما لاقته من المعاملة من رجال الشرطة ونزلاء الزنزانة تم تحويل القضية الي النيابة ومنها تم الافراج عنها مؤقتا أنتظارا للقضية التي ستنظر في محكمة الجنايات.مرت الايام عليها تباعا لايمر أحداها الا بطيئا ثقيلا عقلها يفكر في الدقيقة الواحدة في الاف الافكار ....قسم .شرطة ..مذنب.. قضية...براءة أو حبس وهكذا- لم تكن تعيش تلك الايام بمفردها فبجوارها الزوج الحنون الذي ألفته منذ سنين طوال يؤازرها ويشد من عزمها حتي يستطيعا عبور المحنة ولم يكن في الحسبان ما حدث ففي أحد لحظات الغضب التي لم يألفها الزوج في نفسه من قبل- ومن كثرة الكبت الذي تعرض له- لطمها علي وجهها ولانها السيدة القوية ردت اللطمة بأخري فما كان منه الا أن ثأر لكرامته فلطمها بيمين الطلاق لتستفيق وقدأسود كل شيء في عينيها وخلي البيت من صوت رجلها الذي تعودت عليه منذ سنين فلم يبق فيه الا هدير الرياح وصراخ طفلها الصغير ومضت والايام تعاندها والدهر يجور عليها ويرهبها وحيدة في البيت لا تعيش الا لكي ترعي ولدها الصغير تهدهده لتمسح عنه ما يلاقيه من الوحدة وترويه من حنانها الا انها في أحدي لحظات عبسه أفرط في اللعب والازعاج ما كان فيه الكثير من الضغط عليها وكأي النساء عندما تريد أن تؤدب طفلها صفعته علي وجهه ولكنها السيدة القوية فأصطدم الطفل بصفعتها كما يصطدم الموج الهادر بالصخرالغادر ليخر مغشيا عليه لا يلتقط أنفاسه الا بمنتهي الصعوبة وهنا أطلقت لصرخاتها العنان ...ولــــــــــــــــــــــــــــــدي ..ثم خرت مغشيا عليها واسود كل شيء من حولها.....لم تفق من كل ذلك الا علي حركة يد زوجها وهي تحركها فأستيقظت لتجد نفسها مستلقية علي أحد كراسي الصالة وكل شيء حولها هادئ طبيعي فأدركت أن كل ما مرت به لم يكن سوي حلم مزعج فما كان منها الا أن قبلت زوجها ووسط دهشته العارمة قالت والابتسامة تملأ وجهها أنا امرأتك الحنون فلن أكون امرأة بدرجة شمشون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق