لم تكن هدي كالبراعم في لهوهم ولعبهم ولم تكن كسائرالفتيات من مثل عمرها في تعلقهن بالعروس البلاستيكية فتارة تمشطن شعرها واخري تلبسنها الثياب النظيفة ولم تعد حتي تحب اللعب في الطرقات وتناول الحلوي كبقية الفتية والفتيات ,فقد كانت ذات يوم تطلق ساقيها للرياح و تداعب النجمات في أفلاكهاحين فازت بحلواها المفضلة والتي دأبت علي أن تبتاعها من محل الشيخ صلاح والذي تقع تجارته في الشارع المقابل لمنزلهم وبينما هي عائدةاذ فاجأت قوي الاحتلال مجموعة من الصبية يلعبون الكرة في أحد الازقة وامطرتهم بوابل من النيران فأسقطتهم ما بين قتيل وجريح تلون كل شئ بعدها بالاحمر القاني حتي الحلوي التي تحملها هدي وجدتها تتلون بدماء الاطفال فلفظتها من بين يديها وطارت - والرعب يسيطر علي كل خلجة من خلجاتها فلا تتبين أن كانت تتكلم أم تتمتم بترانيم الصمت - الي أمها التي أصابها الذعر لهفا علي أبنتها لكنها استبسلت وراحت تبث الطمأنينة في صدر ابنتها رويدا رويدا حتي اسلمتها للنوم ؛منذ تلك الليلة والاب في حالة قلق لما أصاب أبنته وهو يري عودها الغض الصغير يذبل يوما بعد يوم حتي خشي أن تحتضر طفولتها وهي لا زالت في عمر الزهور فقرر أن يصطحب الأسرة لقضاء يوم العطلة علي شاطىء غزة لعله يستطيع أن يستأصل من عقل أبنته تلك التجربة المريرة وكان ما أراد فما أن رأت هدي الصغار علي صفحة الشاطئ يدونون بمرحهم ولهوهم أنشودة جديدة للأمل حتي راحت تشاركهم ما يصنعون وتهدهد النسيم العليل ولكـــــــــن لا يلبث الشجر المثمر دهرا حتي تتساقط أوراقه فما هي الا لحظات حتي داهمت قوي الاحتلال الشاطىء وأمطرت مرتاديه بوابل من النيران وأسقطتهم ما بيت قتيل وجريح وأستفاقت هدي من دهشتها علي صورة أفراد أسرتها وهم يسبحون في دمائهم وقد فارقوا الحياة فأطلقت ساقيها للرياح تبحث عن صدر أمها الذي أواها يوم مرت بمثل تلك التجربة لكنها لم تجده ووجدت نفسها تسير مع ألاف الفلسطينين في جنازة أفراد أسرتها ,ولم يكن عقلها الصغير يستطيع تحمل الموقف فكانت تارة تفقد الوعي وأخري تستفيق لتتصفح وجوه المشيعين باحثة عن أفراد أسرتها فلا تجدهم فتنادي نداء الثكلوات كلهن تجمعن في صوت واحد لماذا تركتموني وحدي ؟ حتي أودعت أسرتها بطن الثرى ولم تمضي ساعات قلائل علي هدي قضتها في ظل الوحدة حتي هرع ألاف الفلسطينين -الذين أدماهم صوتها النائح في الجنازة _ اليها يود كل منهم ضمها الي لألىء بيته وقرة عينه لكن كانت ليد خالد مشعل الاسبقية في الأمر فما أن رأها في الجنازة حتي حوطها بعطفه وشملها بحسن رعايته وضمها الي بيته ,وكأن الله قد أراد أن يرد لمشعل جزاء معروفه في الدنيا قبل الأخرة فما هي الا أيام حتي رأي خالد الوردة التي ضمها الي بستانه تتفتح يوما بعد يوم وينمو عودها الفينة بعد الأخري فتتقدم الي مائدة القرأن تنهل منها دون روية والي مؤدبةالسنة النبوية تلتهمها التهاما فكانت هدي لخالد صرحا من الأخلاقيات يتنامي أمام عينيه يوما بعد يوم -شجاعة تفوق الرجال وتضاهي اقدام الليث في ساحات النزال وعزيمة تناطح السحاب طولا وتتحدي في صلابتها الجبال ؛ لذلك لم يكن من الغريب أن يوافق علي قيامها بأحدي العمليات الاستشهادية رغم ولعه الشديد بها فلم يكن يراها تنام ملأ عينيها وتضحك ملأ شفتيها الا عندما تسمع نجاح أحد المجاهدين في تنفيذ عمليته الأستشهاديةوما هي الا أيام قلائل حتي شرعت هدي بتنفيذ عمليتها الاستشهادية فألتفت بحزامها الناسف ثم تسلللت الي أحدي الثكنات العسكرية الأسرائيلية بعد أن تنكرت في زي المجندات وعندما رأت المكان يعج بالجنودنطقت بالشهادة وضغطت زر التفجيرفي حزامها الناسف _وما هي الا لحيظات حتي تحول المكان الي كتلة من اللهب تلتهم كل من فيها- وفي تلك الليلة رأي مشعل في نومه أفرادعائلةهدي وقد أكتسوا بأبهي ثياب الجنة ووقفوا علي بابها لأستقبال الأخت هدي . 6/2/2009
الخميس، 26 مارس 2009
حكاية الاخت هدى
لم تكن هدي كالبراعم في لهوهم ولعبهم ولم تكن كسائرالفتيات من مثل عمرها في تعلقهن بالعروس البلاستيكية فتارة تمشطن شعرها واخري تلبسنها الثياب النظيفة ولم تعد حتي تحب اللعب في الطرقات وتناول الحلوي كبقية الفتية والفتيات ,فقد كانت ذات يوم تطلق ساقيها للرياح و تداعب النجمات في أفلاكهاحين فازت بحلواها المفضلة والتي دأبت علي أن تبتاعها من محل الشيخ صلاح والذي تقع تجارته في الشارع المقابل لمنزلهم وبينما هي عائدةاذ فاجأت قوي الاحتلال مجموعة من الصبية يلعبون الكرة في أحد الازقة وامطرتهم بوابل من النيران فأسقطتهم ما بين قتيل وجريح تلون كل شئ بعدها بالاحمر القاني حتي الحلوي التي تحملها هدي وجدتها تتلون بدماء الاطفال فلفظتها من بين يديها وطارت - والرعب يسيطر علي كل خلجة من خلجاتها فلا تتبين أن كانت تتكلم أم تتمتم بترانيم الصمت - الي أمها التي أصابها الذعر لهفا علي أبنتها لكنها استبسلت وراحت تبث الطمأنينة في صدر ابنتها رويدا رويدا حتي اسلمتها للنوم ؛منذ تلك الليلة والاب في حالة قلق لما أصاب أبنته وهو يري عودها الغض الصغير يذبل يوما بعد يوم حتي خشي أن تحتضر طفولتها وهي لا زالت في عمر الزهور فقرر أن يصطحب الأسرة لقضاء يوم العطلة علي شاطىء غزة لعله يستطيع أن يستأصل من عقل أبنته تلك التجربة المريرة وكان ما أراد فما أن رأت هدي الصغار علي صفحة الشاطئ يدونون بمرحهم ولهوهم أنشودة جديدة للأمل حتي راحت تشاركهم ما يصنعون وتهدهد النسيم العليل ولكـــــــــن لا يلبث الشجر المثمر دهرا حتي تتساقط أوراقه فما هي الا لحظات حتي داهمت قوي الاحتلال الشاطىء وأمطرت مرتاديه بوابل من النيران وأسقطتهم ما بيت قتيل وجريح وأستفاقت هدي من دهشتها علي صورة أفراد أسرتها وهم يسبحون في دمائهم وقد فارقوا الحياة فأطلقت ساقيها للرياح تبحث عن صدر أمها الذي أواها يوم مرت بمثل تلك التجربة لكنها لم تجده ووجدت نفسها تسير مع ألاف الفلسطينين في جنازة أفراد أسرتها ,ولم يكن عقلها الصغير يستطيع تحمل الموقف فكانت تارة تفقد الوعي وأخري تستفيق لتتصفح وجوه المشيعين باحثة عن أفراد أسرتها فلا تجدهم فتنادي نداء الثكلوات كلهن تجمعن في صوت واحد لماذا تركتموني وحدي ؟ حتي أودعت أسرتها بطن الثرى ولم تمضي ساعات قلائل علي هدي قضتها في ظل الوحدة حتي هرع ألاف الفلسطينين -الذين أدماهم صوتها النائح في الجنازة _ اليها يود كل منهم ضمها الي لألىء بيته وقرة عينه لكن كانت ليد خالد مشعل الاسبقية في الأمر فما أن رأها في الجنازة حتي حوطها بعطفه وشملها بحسن رعايته وضمها الي بيته ,وكأن الله قد أراد أن يرد لمشعل جزاء معروفه في الدنيا قبل الأخرة فما هي الا أيام حتي رأي خالد الوردة التي ضمها الي بستانه تتفتح يوما بعد يوم وينمو عودها الفينة بعد الأخري فتتقدم الي مائدة القرأن تنهل منها دون روية والي مؤدبةالسنة النبوية تلتهمها التهاما فكانت هدي لخالد صرحا من الأخلاقيات يتنامي أمام عينيه يوما بعد يوم -شجاعة تفوق الرجال وتضاهي اقدام الليث في ساحات النزال وعزيمة تناطح السحاب طولا وتتحدي في صلابتها الجبال ؛ لذلك لم يكن من الغريب أن يوافق علي قيامها بأحدي العمليات الاستشهادية رغم ولعه الشديد بها فلم يكن يراها تنام ملأ عينيها وتضحك ملأ شفتيها الا عندما تسمع نجاح أحد المجاهدين في تنفيذ عمليته الأستشهاديةوما هي الا أيام قلائل حتي شرعت هدي بتنفيذ عمليتها الاستشهادية فألتفت بحزامها الناسف ثم تسلللت الي أحدي الثكنات العسكرية الأسرائيلية بعد أن تنكرت في زي المجندات وعندما رأت المكان يعج بالجنودنطقت بالشهادة وضغطت زر التفجيرفي حزامها الناسف _وما هي الا لحيظات حتي تحول المكان الي كتلة من اللهب تلتهم كل من فيها- وفي تلك الليلة رأي مشعل في نومه أفرادعائلةهدي وقد أكتسوا بأبهي ثياب الجنة ووقفوا علي بابها لأستقبال الأخت هدي . 6/2/2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق