هذا الشارع مرة أخري ما الذي أتي بي اليه أهي الاقدار أم هو حظي العاثر؟ الشارع الرئيسي الضيق ذو الحارتين التي لا تتسع طرقاته لاكثر من سيارتين نحيفتين .رغم ضيق هذا الشارع الا أنه حمل لي من الحزن ما لم تحمله كل سنوات عمري والتي كادت تتوقف عند تلك اللحظات التي ساقتني فيه يد القدر-منذ عدة أعوام -الي هذا الشارع في الصباح الباكر وكنت في عجلة من أمر ي أستحث سيارتي المهالكة في المضي قدماً نحو العمل حتي لا تطالني يد التأخرات بعصاها التي لا ترحم وما أن وصلت الي تلك المحطة التي تسمي الجلاء والتي تقع فيها أحدي مستشفيات التأمين الصحي حتي أصطدمت بتعثر حركة السيارات فا هي السيارات تتخذ شكل الطابور الذي لا ينتهي- والذي تطالعنا هيئته في كل مناحي الحياة - والصخب والهرج قد عم المنطقة فترجلت عن سيارتي لاتبين حقيقة الامر فوجدت السيارات خلت من مرتاديها وجمة من الناس قد تجمعت وأتخذت شكل الدائرة فسرت في نفسي قشعريرة فقد دأبت علي مطالعة ذلك الامر من أن الي أخر- اذ كثرت الحوادث علي هذا الطريق رغم صغره, لكني في كل المرات السابقة لم امتلك الشجاعة لأخترق تلك الدائرة التي تتجمع لمشاهدة الحادثة الا هذه المرة وجدتني رغم هلعي من منظر الدماء أخترق الدائرة لأري القتيل الذي ما أن طالعتني هيئته حتي داهمتني كل أوجاع الارض أنه محمد أفندي.سألت الجمع أن كانوا قد أحضروا طبيباً له من ذلك المستشفي القريب أم لا فطالعتني الوجوه الواجمة تفضح يد السلبية والخوف التي أطلت بوجههاعلي المكان وهنا جريت علي الجسد الممزق أتحسسه لعلي أستفز الحياة فيه فتنتفض مرة أخري لكن هيهات يد الموت سبقتني الي محمد أفندي.يا الله محمد أفندي الذي لم يملك من الافندية الا ذلك الاسم الذي أطلقه عليه أهل شارعنا السقيم لتوهمهم أنه يتعالي علي عباد الله ويالجهلهم وضيق بصيرتهم فلو عرفوا هذا الرجل لبكوه الدهر كله... نعم لبكوه الدهررجل لا يربو عمره علي الاربعين ..لا يملك من الدنيا الا حطامها وتلك الشقة التي لا تري الشمس معظم فصول السنة ....ماتت زوجته منذ عامين بعد معاناة طويلة مع المرض أمتدت لسنوات–وخلفت وراءها طفلة لم يتعد عمرها الخمس سنوات لم تري من الحنان الا صدر جدتها العجوزالتي تغسل الكلي مرتين في الشهر ومع هذا كله لا أذكر أني قابلت محمدأفندي مرة واحدة وشكا لي ضيق ذات اليد وشظف العيش –دائماً تجري كلمات الحمد علي لسانه ويطل الرضا من قسمات وجهه لا يجفل باالام ولا يحفل بها . الأن يرقد محمد أفندي علي الارض وقد فارق الحياة وكدت أفصح بمعرفتي له لولا نظرة ألقيتها علي عينيه الجاحظتين طالعت فيها رغبته بتكتم الامر رحمة بأمه العجوز فسكت علي مضض وغضضت الطرف عن ذلك النصاب الذي أنسل من وسط الجميع مدعيأ علاقته بزكي أفندي كما أسماه والذي أسهب في وصف حالته ليستدر عطف الجميع, وايماءاً في أخفاء الامر نقدت الرجل بضع جنيهات وأغمضت عيني عنه حين بدأ يتسلل قبل حضور الشرطة وبعد حضور الشرطة وسيل من الأسئلة وحضور السيارة السوداء التي أصطحبت صاحبي محمد أفندي في رحلة الي المشرحة- وجدتني كالطفل التائه في صخب المدينة لا يعرف مقصده ولا يعرف أين تدفع به الطرق حتي قادتني خطاي الي شارعنا بعد أن عزمت علي تكتم الأمر ودفن محمد أفندي دون علم أهله ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فأشارة من المشرحة سبقتني طارت الي بيت محمد أفندي تنشر الخبر فتنزل كالصاعقة علي قلب أمه فتنتزع الحياة منه وتغطي شارعنا بقماط من الحزن يطل بقساماته من كل شئ حتي لكأنني ألمح أسراب النمل قد تجافت جنوبها عن المضاجع وقامت تبكي أسرة محمد أفندي , وفي اليوم التالي وقبل أن تغيب الشمس عن الكون كان جسد محمد أفندي يرقد في حضن أمه في ذلك القبر الذي أعد لهما وكأن يد الطبيعة قد كتبت أن صدر أمك هو نهاية كل ألام اااااااااااااااه ذكريات حزينة طفحت علي الذاكرة عندما طالعني هذا الشارع مرة أخري أما الأن فلم يبق لي من محمد أفندي الا طفلته الصغيرة التي أستطعت نقلها- دون علم أحد – من ذلك الملجأ الذي وضعت فيه الي مدرسة داخلية أزورها فيها كل حين لأرتشف منها أكسيراً أداوي بها كل أسقامي... لقد نسيت الزواج حتي لا أتي لها بزوجة الأب أما الأجازة فنقضيها سوياً في أي مكان أخر غير شارعنا نعم أنها يد الله التي أخذت مني محمد أفندي لتهبني أبنته التي صارت لي كل شئ كم أود أن أضم تلك الفتاة الي بيتي ولكن ألسنة الناس التي نالت من أبيها ستفترسها ولكن لا يهم ستبقي لي الحب الدائم والذكري الباقية من محمد أفندي .
الخميس، 26 مارس 2009
لمحات من دفتر الذكريات
هذا الشارع مرة أخري ما الذي أتي بي اليه أهي الاقدار أم هو حظي العاثر؟ الشارع الرئيسي الضيق ذو الحارتين التي لا تتسع طرقاته لاكثر من سيارتين نحيفتين .رغم ضيق هذا الشارع الا أنه حمل لي من الحزن ما لم تحمله كل سنوات عمري والتي كادت تتوقف عند تلك اللحظات التي ساقتني فيه يد القدر-منذ عدة أعوام -الي هذا الشارع في الصباح الباكر وكنت في عجلة من أمر ي أستحث سيارتي المهالكة في المضي قدماً نحو العمل حتي لا تطالني يد التأخرات بعصاها التي لا ترحم وما أن وصلت الي تلك المحطة التي تسمي الجلاء والتي تقع فيها أحدي مستشفيات التأمين الصحي حتي أصطدمت بتعثر حركة السيارات فا هي السيارات تتخذ شكل الطابور الذي لا ينتهي- والذي تطالعنا هيئته في كل مناحي الحياة - والصخب والهرج قد عم المنطقة فترجلت عن سيارتي لاتبين حقيقة الامر فوجدت السيارات خلت من مرتاديها وجمة من الناس قد تجمعت وأتخذت شكل الدائرة فسرت في نفسي قشعريرة فقد دأبت علي مطالعة ذلك الامر من أن الي أخر- اذ كثرت الحوادث علي هذا الطريق رغم صغره, لكني في كل المرات السابقة لم امتلك الشجاعة لأخترق تلك الدائرة التي تتجمع لمشاهدة الحادثة الا هذه المرة وجدتني رغم هلعي من منظر الدماء أخترق الدائرة لأري القتيل الذي ما أن طالعتني هيئته حتي داهمتني كل أوجاع الارض أنه محمد أفندي.سألت الجمع أن كانوا قد أحضروا طبيباً له من ذلك المستشفي القريب أم لا فطالعتني الوجوه الواجمة تفضح يد السلبية والخوف التي أطلت بوجههاعلي المكان وهنا جريت علي الجسد الممزق أتحسسه لعلي أستفز الحياة فيه فتنتفض مرة أخري لكن هيهات يد الموت سبقتني الي محمد أفندي.يا الله محمد أفندي الذي لم يملك من الافندية الا ذلك الاسم الذي أطلقه عليه أهل شارعنا السقيم لتوهمهم أنه يتعالي علي عباد الله ويالجهلهم وضيق بصيرتهم فلو عرفوا هذا الرجل لبكوه الدهر كله... نعم لبكوه الدهررجل لا يربو عمره علي الاربعين ..لا يملك من الدنيا الا حطامها وتلك الشقة التي لا تري الشمس معظم فصول السنة ....ماتت زوجته منذ عامين بعد معاناة طويلة مع المرض أمتدت لسنوات–وخلفت وراءها طفلة لم يتعد عمرها الخمس سنوات لم تري من الحنان الا صدر جدتها العجوزالتي تغسل الكلي مرتين في الشهر ومع هذا كله لا أذكر أني قابلت محمدأفندي مرة واحدة وشكا لي ضيق ذات اليد وشظف العيش –دائماً تجري كلمات الحمد علي لسانه ويطل الرضا من قسمات وجهه لا يجفل باالام ولا يحفل بها . الأن يرقد محمد أفندي علي الارض وقد فارق الحياة وكدت أفصح بمعرفتي له لولا نظرة ألقيتها علي عينيه الجاحظتين طالعت فيها رغبته بتكتم الامر رحمة بأمه العجوز فسكت علي مضض وغضضت الطرف عن ذلك النصاب الذي أنسل من وسط الجميع مدعيأ علاقته بزكي أفندي كما أسماه والذي أسهب في وصف حالته ليستدر عطف الجميع, وايماءاً في أخفاء الامر نقدت الرجل بضع جنيهات وأغمضت عيني عنه حين بدأ يتسلل قبل حضور الشرطة وبعد حضور الشرطة وسيل من الأسئلة وحضور السيارة السوداء التي أصطحبت صاحبي محمد أفندي في رحلة الي المشرحة- وجدتني كالطفل التائه في صخب المدينة لا يعرف مقصده ولا يعرف أين تدفع به الطرق حتي قادتني خطاي الي شارعنا بعد أن عزمت علي تكتم الأمر ودفن محمد أفندي دون علم أهله ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فأشارة من المشرحة سبقتني طارت الي بيت محمد أفندي تنشر الخبر فتنزل كالصاعقة علي قلب أمه فتنتزع الحياة منه وتغطي شارعنا بقماط من الحزن يطل بقساماته من كل شئ حتي لكأنني ألمح أسراب النمل قد تجافت جنوبها عن المضاجع وقامت تبكي أسرة محمد أفندي , وفي اليوم التالي وقبل أن تغيب الشمس عن الكون كان جسد محمد أفندي يرقد في حضن أمه في ذلك القبر الذي أعد لهما وكأن يد الطبيعة قد كتبت أن صدر أمك هو نهاية كل ألام اااااااااااااااه ذكريات حزينة طفحت علي الذاكرة عندما طالعني هذا الشارع مرة أخري أما الأن فلم يبق لي من محمد أفندي الا طفلته الصغيرة التي أستطعت نقلها- دون علم أحد – من ذلك الملجأ الذي وضعت فيه الي مدرسة داخلية أزورها فيها كل حين لأرتشف منها أكسيراً أداوي بها كل أسقامي... لقد نسيت الزواج حتي لا أتي لها بزوجة الأب أما الأجازة فنقضيها سوياً في أي مكان أخر غير شارعنا نعم أنها يد الله التي أخذت مني محمد أفندي لتهبني أبنته التي صارت لي كل شئ كم أود أن أضم تلك الفتاة الي بيتي ولكن ألسنة الناس التي نالت من أبيها ستفترسها ولكن لا يهم ستبقي لي الحب الدائم والذكري الباقية من محمد أفندي .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق